إعداد وتقديم ضياء إبراهيم حسون
لو نظرنا إلى الأمر بواقعية، فإن السيد أردوغان لم يبر بوعده فى قضية سحب القوات التركية، وحتى في رسالة رئيس الوزراء التركي عندما قال إننا سننسحب بعد تحرير الموصل، والسؤال هنا لماذا ينسحب بعد تحرير الموصل، لماذا لا ينسحب الآن، وما الجدوى من بقائه، حيث أن تلك القوات لا تقدم أي دعم لوجستي وعسكري أو حتى استشارة عسكرية، وبالتالي الحجج التركية هي للاستفادة واللعب على عامل الوقت حتى يرى نتيجة التغير في الإدارة الأمريكية، كما هناك تغير بالتوجهات في الساحة، ولا سيما بعد الانتصارات التي حققها الجيش السوري في حلب، يضاف إلى ذلك تغير في موازين قوى تنظيم "داعش" في الأراضي العراقية والأراضي السورية، لذلك لا تريد تركيا أن تخسر كل الأوراق التي لديها، لتضغط على عصا التوازن في المنطقة ويمكن أن تكون فيها ندا أو مناوئا أو حتى مقاربا للطرف الإيراني. وهناك صراع خلف الكواليس يجري للحصول على تلك المصالح الحيوية، لاسيما الحصول على الغاز وأنابيب مده وحقوله. وعليه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون تركيا صادقة في عملية سحب قواتها، وعلى الحكومة العراقية أن تكون على حذر أكبر وتستخدم أوراقها وعلاقتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة أو مع روسيا وإيران لتستطيع أن تناور.
إن ما تعكزت عليه تركيا في موضوع إبقاء قواتها في شمال العراق، هو نية الولايات المتحدة والتحالف الدولي في الإبقاء على قواتهما في العراق بعد تحرير الموصل لوجود بعض الأهداف المهمة كما قالا.