ما زالت الولايات المتحدة تصر على تسليح ما يسمى بالمعارضة السورية المعتدلة، فيما اعتبرت الخارجية الروسية هذه الخطوة بـ العمل العدائي.
تأتي هذه الخطوة بالتزامن مع توجه دولي بضرورة حل الأزمة السورية بالطرق السلمية، خصوصا بعد الاتفاق الثلاثي الروسي- الإيراني- التركي الأخير في موسكو، واستعداد كازاخستان استضافة جميع الأطراف للتباحث والخروج بقرارات ترضي المتخاصمين. فلماذا تصب الولايات المتحدة الزيت على النار، وهي تعلم أنه ليس لمعارضتها "المعتدلة" في سوريا أي مخرج سوى الجلوس على طاولة الحوار، بعد الانتصارات الكبيرة التي حققها الجيش السوري في حلب، حتى عد البعض تحرير حلب بمثابة نهاية تلك المعارضة. فهل تحاول الولايات المتحدة نفخ الروح في جسد الجماعات المسلحة في سوريا؟ وكيف ستتعامل تلك الجماعات مع هذا الموضوع؟ هل تصبح أكثر واقعية وتذهب باتجاه الحل السلمي؟ أما أنها سوف أيضا تخدع بالوعود الأمريكية؟ ومن صاحب التأثير الأكبر عليها. تركيا أم الولايات المتحدة؟
برنامج الحقيقية بحث هذا الموضوع مع الخبير العسكري والاستراتيجي الدكتور سليم حربة، حيث قال:
الولايات المتحدة بإدارتها الحالية لا تريد الحل ولا تتوفر لدينا الرغبة بالحل السياسي، وعلى ما يبدو اجترت لمدة خمس سنوات مصطلح اسمه المعارضة المعتدلة المسلحة، والذي لم ولن تجده، وهي تعلم أن الأسلحة التي سلحت بها تلك المعارضة وصلت إلى "جبهة النصرة" وتنظيم "داعش". وهي اليوم تحاول الانقضاض على المناخات الإيجابية والمشهد المتحسن جدا، وخاصة بعد الدعوة إلى لقاء الأستانة وإطلاق العملية السياسية بعد انتصار حلب.
هناك صراع بين ما يسمى بالمعارضة المعتدلة وبين الولايات المتحدة وبين تركيا، لكن الواقع أثبت أن عقال الكثير من المجموعات المسلحة هي بيد حكومة أردوغان، وهذه الأخيرة أيقنت أن حلب أفلتت من يديها يضاف إلى المأزق الذي تعيشه تركيا مع الأكراد والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وكذلك الثبات الاستراتيجي الروسي والمرونة التكتيكية ومصداقية الموقف هذا كله ألقى بظلاله على الانعطافة التركية.
إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون
