إعداد وتقديم ضياء إبراهيم حسون
ستكون هناك عودة للمكون المسيحي إلى الموصل، لكن قد تكون متأخرة لعدة أشهر، لأنه لحد الآن ورغم مرور ثلاثة أشهر على تحرير المنطقة التي يتواجد فيها المكون المسيحي في الموصل، لكن لم يعاد إعمارها ولم تتم إعادة الخدمات والبنى التحتية، ونحن نحاول ونضغط في كافة الاتجاهات من أجل عودة الحياة إلى المناطق المحررة، وكذلك نسعى إلى إعادة إعمار المساكن التي دمرت وحرقت ونهبت من قبل تنظيم "داعش" وبعض سكان المنطقة، وهذه المشاكل تؤدي إلى خيبة أمل المواطن المهجر.
إن مشكلة الأقليات هي مشكلة وطنية داخلية في العراق، ولا يستطيع الأجنبي معالجتها، وإنما تتم معالجتها فيما بين العراقيين، ولكن هناك أحيانا بعض التوجيهات الدينية المتشددة من بعض الأفراد والمجموعات، وهذا يؤدي الى خراب البلد، ويعود به إلى نقطة الصفر، ونحن نسعى في بناء الدولة المدنية ودولة المواطنة وتحقيق العدالة بين مكونات المجتمع بغض النظر عن الاتجاهات القومية والدينية ووفقا للدستور.
باعتقادي أن العوائل المهاجرة إلى خارج العراق سوف لن تنصهر بسهولة في المجتمعات الغربية، ولكن بالتأكيد، فإن الأجيال اللاحقة من الأطفال خصوصا، فإنهم سوف يتأثرون كثيرا بتلك المجتمعات، ومع ذلك فأن نسبة عالية من هؤلاء المهاجرين سوف تعود إذا استقر البلد وكانت هناك خدمات وعيش كريم بأمن واستقرار، وكما حصل ذلك في مدينة بيروت إبان الحرب الأهلية اللبنانية، عندما فرغت هذه المدينة من مكوناتها، لكنها ما لبثت أن عادت تلك المكونات حال عودة الاستقرار واستتباب الأمن مرة أخرى، وبالتالي فنحن نتوقع عودة المهاجرين بعد تحقيق الاستقرار والعدل والمساواة في البلد.