يقول الدكتور واثق الهاشمي:
هناك رسالة جديدة بعثتها الولايات المتحدة من خلال قيام حاملة الطائرات الأمريكية في البحر المتوسط بعمليات عسكرية في سوريا والعراق مفادها أن إدارة ترامب ستكمل ما بدأته إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، وسيكون هناك دعم للعراق لغرض إنهاء تنظيم "داعش" الإرهابي، وأنا أعتقد أن هذا متغير مهم وربما يكون استعراض قوى في ظل التصعيد الإيراني الأمريكي وارسال رسائل الى الجانب الإيراني بأن الولايات المتحدة جادة في التصعيد معها، والأهم في الموضوع هو النية بإنهاء تنظيم "داعش".
الولايات المتحدة ستكون حريصة على عدم قطع حبل الود بينها وبين تركيا رغم انحراف البوصلة التركية باتجاه روسيا، وستقول الولايات المتحدة بأنه يوجد لديها بدائل ، لكنها بنفس الوقت تريد الإبقاء على علاقتها مع تركيا كلاعب مهم.
الإستراتيجية الأمريكية تقوم الآن على أساس عدم الزج بجنودها في قواعد وتتسبب بخسائر لهم، ولكن وجودهم عبر البحار يستطيعون معه أن يتنقلوا في منطقة الشرق الأوسط، وهي أيضا من الوسائل الضاغطة التي يستعرضها ترامب، خاصة وحوله فريق لا يضم الخبراء السياسيين، وإنما يضم صقور العسكر والاقتصاد.
يقول الدكتور أحمد الشريفي:
ربما يكون موضوع إرسال حاملة الطائرات"جورج بوش" إلى البحر المتوسط رغبة من الولايات المتحدة في تقليص حجم تعاونها العسكري والسياسي مع تركيا، لاسيما في ظل تصدع هذه العلاقة، وهناك جملة من الأسباب، في أن الولايات المتحدة تنظر إلى مراحل حسم المعركة مع تنظيم "داعش" قد وصلت إلى نهايتها وباتت وشيكة، وبحقيقة الأمر فإن مؤتمرات الأستانة وجنيف ما هي إلا مقدمات سواء لتسوية عسكرية أو سياسية تعلن عن نهاية المعركة، لذا فإن الولايات المتحدة تبحث عن دور لها ومنطقة نفوذ في كل ذلك، وحينما ترفع سقف تواجدها العسكري، فإنها تعلن عن تمسكها بمناطق نفوذها وتأثيرها في المنطقة.
كل المعطيات تشير إلى أنه استحضارات معركة تحرير الساحل الأيمن من الموصل اكتملت، ولا يوجد أي تبرير لعدم انطلاق معركة تحرير هذا الساحل إلا لأنه هناك ضواغط سياسية تتمثل بأن معركة تحرير الجانب الأيمن من الموصل ترتبط بمعركة تحرير الرقة، وهي معارك حسم، وهذه المعادلة التي تقرأها الولايات المتحدة بدقة هي بمثابة رسائل سواء الى العراق او سوريا وحتى إلى روسيا تقول فيها أن الولايات المتحدة لازالت متمسكة بمناطق نفوذها.
هناك احتمالات كبيرة بأن الولايات المتحدة ستساهم بمعركة تحرير الساحل الأيمن بقوة، إلا أن هذه المشاركة ستكون محصورة بالدعم اللوجستي، وإن من الممكن أن تتخللها عمليات إنزال جوي أو عمليات كوماندوز، إلا أنه لا يمكن تصنيفها كمشاركة بقوات برية، وهي في جميع الأحوال تبقى مشاركة محدودة.
إعداد وتقديم ضياء إبراهيم حسون
