يقول الدكتور عزيز جبر شيال:
أعتقد أن السيد العبادي في تصريحه حول عدم وجود إستراتيجية أمريكية لحد الآن في محاربة "داعش"، إنما هو يشير بذلك إلى المؤتمر الذي عقد في الولايات المتحدة للدول التي تقاوم الإرهاب، وحضرته 68 دولة، حيث أن الإدارة الأمريكية تنتظر هذا المؤتمر والذي من خلاله ستتضح استراتيجيتها، خصوصاً وأن السيد ترامب يأخذ بعين الاعتبار الكلف العالية التي سوف تتحملها الولايات المتحدة الأمريكية في محاربة الإرهاب وكيفية إعادتها، كما أن الرئيس ترامب أخبر العبادي بأنه لم يضع إستراتيجية لحد الآن بسبب الكلف المادية التي سوف تتحملها الولايات المتحدة.
أعتقد أن موضوع القواعد العسكرية الأمريكية في العراق لم يحسم لحد الآن، وربما هذا من ضمن الاستراتيجيات التي لم تقدمها الولايات المتحدة، واذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن المزاج العراقي هو ضد إقامة القواعد، فربما الاتجاه السياسي الفاعل اليوم في العراق يدفع الحكومة العراقية للقبول بهذا الأمر، وتبقى مسألة من سيمّول هذه القواعد، إذا رأت الحكومة العراقية في أن إقامة مثل هذه القواعد فيه منفعة للشعب العراقي، ربما ستقبل بأن تدفع جزء من كلف هذه القواعد، وأعتقد أن الاقتصاد العراقي لايتحمل مثل تلك الكلف، كما لدى العراق من القوات المسلحة الكافية للقيام بحماية أمن البلاد، إلا أن الإدارة الأمريكية ذاهبة باتجاه إقامة القواعد ليس من أجل العراق وإنما من أجل إدامة هيمنتها وإقامة ضغط على الشريك الروسي الكبير في المنطقة.
يقول الخبير العسكري والاستراتيجي مؤيد الجحيشي:
سبق وأن صرح رئيس الولايات المتحدة ترامب بأنه سيعيد القوات الأمريكية وقواعدها في الشرق الأوسط ومنها العراق وسوريا، حيث يقول الأمريكان بأنهم سيضعون اثني عشر قاعدة أمريكية في العراق ثابتة وأربع قواعد في سوريا، وأكثر هذه القواعد سوف يضعوها في المنطقة الغربية من العراق، أي أنها ستكون محاذية للأردن والسعودية وسوريا.
الولايات المتحدة عند دخولها العراق عام 2003 أعلنت أن العراق بلد ديمقراطي، وهي لاتستطيع أن تنشئ قواعد أو ترسل جنود إلا بموافقة البرلمان العراقي، وأتوقع أن تعقد جلسة برلمانية يصوت فيها بـ"نعم" أو "لا" على تواجد القوات الأمريكية في العراق، والأمر سوف لن يتم بإكراه العراق على قبول تلك القواعد.
إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون