وقال ولايتي في مقابلة مع التلفزيون الإيراني، إن "واشنطن وفرت غطاء جويا لداعش في معركة البوكمال، وأنشأت 12 قاعدة عسكرية في منطقة شرق نهر الفرات في سوريا".
وسبق وأن كشفت وكالة الأناضول التركية عن مواقع القواعد العسكرية للقوات الأمريكية والفرنسية في سوريا، والتي تتمركز في المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات الكردية شمال سوريا، فيما أعربت واشنطن عن غضبها لما نشرته الوكالة.
وعن أسباب إصرار الولايات المتحدة على نشر تلك القواعد في سوريا وكذلك في العراق، يقول الخبير العسكري والاستراتيجي الدكتور أحمد الشريفي لبرنامج الحقيقة:
"إن الذريعة التي على أساسها انشأت القواعد في سوريا هي لدعم قوات تصنف بأنها قوات حليفة للولايات المتحدة، وفي تقديرنا، فإن الولايات المتحدة ذاهبة باتجاه تواجد دائم، وهذا التواجد الدائم يشمل خط الطاقة الرابط بين العراق وسوريا وصولا إلى حوض البحر المتوسط، فهناك قواعد أيضاً في العراق، لم تقم بإنشائها الولايات المتحدة، وإنما احتلت قواعد عراقية وهي تقوم بفرض سيطرتها الآن بشكل كامل عليها. وإذا ما قرأنا خارطة تلك القواعد فسوف نجد أنها تشكل مقتربات لخرائط الطاقة في العراق، عليه قد يكون الموضوع المعلن هو لإسناد ودعم الحلفاء، ولكنه في الأصل يؤسس لوجود دائم للولايات المتحدة في سوريا وفي العراق.
ستفرض الولايات المتحدة واقع حال، لأن هذا الانتشار على حدود الطاقة كان بالتنسيق مع إسرائيل، فمن قام باحياء خط البترول الرابط بين كركوك والموصل وصولاً إلى البحر المتوسط هو الكيان الصهيوني، لذلك فإن الانتشار الأمريكي سوف يكون انتشارا دائما، ويكون ذلك عبر فرض واقع الحال باستخدام مواردهم داخل سوريا بغرض الابتزاز، كون لديهم هناك حلفاء محليين سوف يزجون بهم في مرحلة العملية السياسية القادمة في سوريا، وسوف يتخادمون مع المشروع الأمريكي ويضفون الشرعية عليه بقرار سياسي صادر من داخل سوريا من قبل ما يطلق عليهم بـ الحلفاء المحليين، كما هو الحاصل في العراق.
إن القوس الرابط بين الخليج، الذي يمر بالعراق ويمر في سوريا ويصل إلى البحر المتوسط هو يتجسد في دولتين، هما سوريا والعراق، فهذا البلدان يعتبران معبرا ومصدرا للطاقة في آن واحد، والأمر لا يقتصر على ذلك فحسب، بل أن العراق وسوريا يمثلان عقدة استراتيجية مهمة في طريق الحرير الجديد، والذي هو جزء من استراتيجية ترامب في احتواء الصين، لأن طريق الحرير الجديد يتخادم مع طموحات الصين في الوصول إلى حوض البحر الأبيض المتوسط ومد شبكة مواصلات بعيدة المدى، وهو جزء من طموحات الصين الاقتصادية. فداعش دخلت لترتب دورا وظيفيا، ولهذا الترتيب آثار سياسية واجتماعية وحتى أمنية عسكرية، فداعش أحدث تغييرا كبيرا في التركيبة الاجتماعية وحتى السياسية، بل وأثرت في مؤسسات الدولة في كل من سوريا والعراق".
إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون