وأبلغ ترامب أردوغان بهذا القرار في اتصال هاتفي وصفته الرئاسة التركية بـ"المثمر" وأشاد به البيت الأبيض الذي أكد مجددا على "الشراكة الاستراتيجية" بين البلدين.
وأكد تشاوش أوغلو في مؤتمر صحفي بأنقرة أن "ترامب قال إنه أصدر أمرا واضحا وبموجبه لن يتم تسليم وحدات حماية الشعب مزيدا من الأسلحة وأكد خصوصا أن هذا الأمر العبثي كان يجب أن يتوقف من قبل".
كما قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، يوم الاثنين، إن "ترامب فهم ما هو المهم بالنسبة لتركيا"، في إطار حديثه عن دعم واشنطن لمنظمة "بي كا كا/ب ي د" المحظورة في تركيا.
فهل بذلك أنهت واشنطن حلم الأكراد بإقامة منطقة حكم ذاتي لهم في شمال سوريا، وهل تكرر سيناريو اقليم كردستان العراق بتخلي واشنطن عن دعم وتسليح الأكراد؟
حول هذا الموضوع يقول الدكتور سمير صالحة لبرنامج الحقيقة:
واشنطن لم تؤكد قضية التوقف عن تسليح ب ي د في سوريا، وهذا يعني علينا أن لا نراهن كثيرا على احتمال تغيير الإدارة الأمريكية في سياساتها في التعامل مع هذا الملف، نحن سمعنا كلاما أمريكيا مشابها في أكثر من مرة، لكن واشنطن كانت دائما تخل في وعودها. والسؤال المهم هو لماذا تريد الولايات المتحدة تغيير سياستها هناك، على الرغم من أن حليفها المحلي استطاع أن يقدم لها الكثير من الإنجازات العسكرية على الأرض، الجواب لابد من أن يكون هناك ثمن سياسي قدم إلى واشنطن، وأنا أستبعد أن تكون واشنطن قد دخلت في أي صفقة مع أي طرف سياسي في هذه الظروف، لأنه على الأرض، فإن الولايات المتحدة خارج المشهد السوري تماما، باستثناء دعمها ل ب ي د عسكريا، ونحن لا نثق اطلاقا في ما تقوله واشنطن حول التحول في سياستها في التعامل مع حليفها ب ي د في سوريا.
هناك مشكلة أساسية يعانيها الأكراد في سوريا متعلقة بـ "الحلم" الكردي، فهناك عدة مجموعات كردية وبأكثر من اتجاه وميل، وفيما يخص تحديدا حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي، فإن مشكلته في أنه أبعد نفسه عن المعارضة السورية، وهذا ما تقوله المعارضة السورية نفسها ، والمشكلة الثانية أن هذا الحزب تبنى منطق حزب العمال الكردستاني الإرهابي، والذي الآن تركيا في مواجهة مفتوحة معه. ومن دون مراجعة هذه المواقف والايدلوجيات، فلا أظن أن هذا الحزب سيحصل على مكان له على طاولة المفاوضات.
إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون