وذكر بيان لمكتبه أن "العراق سيقدم [في القمة] رؤيته في هذا المجال والوثيقة التي قدمها من اجل عدم تأثر قطاعاته المهمة اقتصاديا وبيئيا والتي لها مساس مباشر بحياة المواطن والأمن الغذائي والمائي للعراق وقطاعات المياه والزراعة والصحة والطاقة والقطاعات الاخرى".
وسيعقد العبادي على هامش القمة عددا من الاجتماعات مع مسؤولي الدول المشاركة.
وبحث رئيس الوزراء حيدر العبادي في مقر إقامته بباريس وزير الخارجية الياباني تارو كونو والوفد المرافق له تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات، والاوضاع السياسية والامنية والاقتصادية، ومرحلة ما بعد داعش، اضافة الى الاوضاع في المنطقة.
وهنأ وزير الخارجية الياباني رئيس الوزراء العبادي والشعب العراقي "بالانتصارات المتحققة على داعش، مؤكدا دعم اليابان لوحدة العراق واعادة استقرار المناطق المحررة والتعاون في جميع المجالات واستعداد بلاده للمشاركة الفاعلة في مؤتمر الكويت لإعادة الإعمار في العراق".
يأتي ذلك في الوقت الذي تبرز فيه مشكلتان داخليتان في العراق، الاولى متعلقة في علاقة بغداد في اربيل، والثانية تتعلق بنزع سلاح الفصائل المسلحة… فهل ستساعد الدول العراق على الخروج من باقي مشاكله الداخلية بعد انتصاره على تنظيم داعش؟
عن هذا الموضوع يقول الدكتور ياسين البكري:
هناك انتقال لصورة دولة العراق من دولة هشة وعانت الكثير من الازمات واحُتلت ثلث أراضيها، إلى دولة تحقيق نجاح في هذا المجال، لكنها بحاجة الى نجاحات سياسية واقتصادية، فبالنسبة للسياسة، العراق بحاجة الى لملمة الاوضاع الداخلية، فهناك اكثر من ازمة داخلية فيما بين القوى السياسية، منها القضية الكردية المتمثلة بالنزاع ما بين بغداد واربيل، والعراق لحل هذه المشكلة يحتاج الى تعاون داخلي وترتيب البيت الداخلي إضافة للحاجة الى تعاون خارجي، عبر ضغوطات يمكن ان تمارس أو عبر المكافأة من قبل أطراف خارجية، فمثلا زيارة العبادي الى باريس التي تمتلك علاقة مميزة بكردستان يمكن ان تُستثمر لفتح قنوات المفاوضات بغية الوصول إلى حل، فـ العراق وان خرج من الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة، الى أن التأثير الخارجي عليه سوف يستمر بشكل كبير، حتى احيانا يكون اكثر من التأثير الداخلي، فيمكن أن تستثمر تلك المؤتمرات لحل المشاكل الداخلية العراقية، كما ان هناك جانب مهم وهو الجانب الاقتصادي، حيث نحتاج الى دعم دولي في هذا المجال، والعراق اليوم كسب ثقة المجتمع الدولي ويستطيع استثمار ذلك. والحديث يجري اليوم عن مارشال جديد للشرق الاوسط ومن ضمنه العراق.
عملية انفتاح العراق على الخارج ليس معناها الهروب من الداخل، فهناك مسار خارجي وآخر داخلي، فهناك اطراف داخلية تحاول تفسير اي خطوة او حركة باتجاه انتخابي بحت، وكذلك توجد اطراف تحاول تسقيط اي خطوة لهذا السبب.
واحدة من اسباب ازمات العراق بعد عام 2003 هو السلوك الخارجي تجاه العراق، خصوصا محيطه الاقليمي الذي افرز عوامل سلبية، وهناك صفقات خارجية كبيرة، منها صفقة الشرق الاوسط، والتي هي لا تخص العراق فقط، واطرافها دول كبرى، لذا فان العامل الخارجي مهم جدا في هذه اللحظة، والعراق يحاول الموازنة بين علاقاته الخارجية من اجل جذب الاخرين اليه، وهناك العديد من الخطوات الخارجية نجح العراق فيها، وهناك أطراف تحاول جر العراق الى محاورها، واستقرار العراق سوف ينعكس بشكل ايجابي على الدول.
إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون