أجرى الحوار ضياء إبراهيم حسون
دعت لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب، اليوم السبت، رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى الوضوح بشأن التواجد العسكري الأميركي في العراق، فيما اشارت إلى وجود حراك نيابي لاستجواب العبادي بهذا الصدد.
وقال عضو اللجنة حسن سالم في تصريح صحفي تابعته "الاتجاه برس" إن لجنته "أكدت في أكثر من مناسبة بأن التواجد العسكري الأميركي في البلاد غير مبرر ويعد خرقا لسيادة العراق"، داعيا العبادي إلى أن "يكون واضحا بشأن التواجد العسكري الأميركي وحقيقة وجود قوات برية".
إن موضوع التواجد الأمريكي في العراق لا يخضع إلى مبدأ الشفافية التي يتحدث عنها السياسيون، فبعد دخول داعش، تأخرت الولايات المتحدة في مسألة الدعم، وتشكيل ما يسمى بالتحالف الدولي، لأنها انتظرت من الحكومة العراقية أن تقدم طلبا بهذا الخصوص حينذاك، وقطعا، حينما تقدم الحكومة العراقية طلبا بإعادة الانتشار للجيش الأمريكي، فإن الولايات المتحدة بطبيعة الحال سوف تضع عددا من الشروط، ربما تصل لمستوى الاملاءات، لغرض تأمين الدعم الأمريكي في فترة وجود داعش، لذا كان هناك طلبا من الحكومة العراقية وكانت هناك شروط أمريكية وتم التوقيع عليها، وبالتالي فإن الولايات المتحدة اليوم في حالة إعادة انتشار لقواتها في العراق، خصوصا مسألة التواجد في القواعد الجوية العراقية، فالحديث الذي يجري عن هذا الموضوع دائماً ينفي مسألة إنشاء قواعد أمريكية، لأنه فعلاً سوف لن تنشأ الولايات المتحدة قواعد جديدة في العراق، وانما تستخدم قواعد عراقية قائمة بالأساس، وفي المرحلة القادمة سوف تضطر الحكومة العراقية تحت ضغط لجنة الأمن والدفاع أو تحت ضغط أطراف أخرى إلى الإعتراف بوجود إعادة انتشار لقوات أمريكية بصورة تختلف عما كان عليه الحال بعد توقيع الاتفاقية الأمنية بين العراق والولايات المتحدة.
سيكون تبرير الوجود الأمريكي تحت عنوان التدريب العسكري للقوات العراقية، ضمن إطار التعاون العسكري استنادا إلى الاتفاقية الأمنية الموقعة بين الجانبين،وهذه القوات الأمريكية حتى وإن كانت قوات لمهام التدريب، إلا أنها قوات عسكرية محترفة، وبالتالي فيعتبر هذا تواجد عسكري، والسؤال أين سينتشر هذا التواجد العسكري، وهو موضوع مهم جداً، الجواب سيكون الانتشار في قواعد ليست بعيدة عن معابر ومصادر الطاقة، بل حتى قريبة من خطوط النقل البري الاستراتيجية، ولهذا تصنف القواعد تلك بأنها قواعد استراتيجية، حيث لا يمكن فقط استثمارها في شؤون عسكرية بحتة، وانما تدخل في إطار السيطرة والهيمنة على معابر ومصادر الطاقة وخطوط النقل البرية الرئيسية، خصوصا قرب الحدود السورية العراقية. فضلا عن أن الحوار يدور حتى على المستوى الإقليمي، في أن الولايات المتحدة تنوي نقل قوات التدخل السريع إلى الأردن، ونحن ندرك أن القواعد هناك لا تستوعب هذا الحجم أو النوع من القوات، فهي تحتاج إلى قواعد ذات قدرات عالية جدا، واعتقد أن قاعدة عين الأسد في الأنبارستكون تحت نظر الولايات المتحدة، كبديل عن قاعدة العديد في قطر.