وصل وفد كردستاني برئاسة وزير داخلية الإقليم كريم سنجاري، السبت، إلى العاصمة بغداد لإجراء مباحثات مع مسؤولين في الحكومة الاتحادية بشأن إدارة المنافذ الحدودية.
وكشف المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية، سعد معن، يوم السبت، أن الاجتماع الذي عقد بين وفد حكومة إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية في بغداد، كان مثمراً وساد فيه جو من الانسجام والتفاهم، مشيراً إلى أن "هناك اجتماع تفصيلي سيعقد بين الجانبين يوم الاثنين المقبل".
يوجد تهدئة شاملة لموضوع الأزمة الكردية مع حكومة المركز، مع ضغط أمريكي وأوروبي على الحكومة الاتحادية، إضافة إلى أنه تم تحويل الموضوع إلى مسائل فنية فيما يخص تسليم المعابر الحدودية والمطارات، حيث يوجد تقارب كبير بين حكومة الإقليم والمركز، والأيام القادمة سوف تشهد عودة حركة الطيران في مطارات الإقليم بعد أن تم الاتفاق مع الحكومة الاتحادية بشأن الإشراف على المطارات والمعابر، وهذه خطوة أولوية، ذلك أن الإقليم لديه مطالب صعبة منها موضوع الرواتب وكذلك البيشمركة والمناطق المتنازع عليها، وهي كلها تحتاج إلى وقت.
أن التدخل الأمريكي بالضغط جاء بعد مظاهرات السليمانية، حيث تم اتهام إيران في الوقوف خلف تلك المظاهرات، وطلبت الولايات المتحدة من الحكومة الاتحادية في أن لا تستخدم مسألة الرواتب في الصراع السياسي الدائر بين الإقليم وبغداد، وبنفس الوقت طلبت الإدارة الأمريكية من الجانب التركي أن يترك موضوع الضغط على الإقليم وأن يلعب دور الوسيط.
أن الضغط الأمريكي سوف يكون موجها إلى طهران وليس إلى بغداد، فهناك سلسلة إجراءات سيقوم بها الرئيس الأمريكي، الهدف منها أن تخفض إيران من نفوذها السياسي على المشهد السياسي العراقي القادم، وقد يرتبط الموضوع بقضية تأجيل الانتخابات التي يدور الحديث عنها بشكل كبير.
يوجد اليوم فهم واقعي للأزمة من قبل حكومتي الإقليم وبغداد، فالتصعيد يؤدي إلى خسارة الطرفين، والانتخابات تحتاج إلى مجموعة من الإجراءات منها عملية التفاهمات التي تحصل بين الإقليم وبغداد، وبغداد أيضاً تعاني من أزمة كبيرة، خصوصا بعد ظهور التحالفات الجديدة في حزب رئيس الوزراء، لذا فإن الأخير بحاجة إلى تحالف آخر يمكنه من الفوز في رئاسة الوزراء.
في آخر المطاف سوف تعيد حكومة بغداد النسبة المقررة لإقليم كردستان من حصة الموازنة المختلف عليها، والذي تم استخدامه إعلاميا، وهذا الموضوع لا يُعد محليا، وإنما جرى تثبيته حتى في الأمم المتحدة والبنك الدولي، وفي نهاية المطاف سوف يجد الطرفان مخرج سياسي لهذه النسبة المقررة لإقليم كردستان.
للاستماع إلى كامل الحوار تجدوه في الرابط الموجود في أعلى الصفحة…
إعداد وتقديم ضياء إبراهيم حسون