أعلنت إيران رفضها بشكل صريح مساعي حلف الشمال الأطلسي "الناتو" إقامة قاعدة عسكرية دائمة في العراق.
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "ارنا" إن "مستشار قائد الثورة الإسلامية في إيران للشؤون الدولية علي اكبر ولايتي الذي يزور بغداد حالياً، أكد انه من غير الممكن ان يكون للأمريكان حضور في شرق الفرات، وان جبهة المقاومة لا تسمح بوجود قاعدة للناتو في الشرق الأوسط".
ونقلت ارنا عن ولايتي خلال لقائه نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي، في بغداد قوله إن "جبهة المقاومة لاتسمح للناتو بان تكون له قاعدة في الشرق الأوسط".
وأشار ولايتي إلى أن إيران "وقفت وحتى اللحظة الأخيرة إلى جانب الحكومة والشعب العراقي"، لافتا انه "بعد انتصار جبهة المقاومة على داعش، يجب أن نكون حذرين في مراقبة أوضاع المنطقة أكثر من السابق".
وكان حلف شمال الأطلسي "الناتو أعلن الخميس الماضي موافقته ، على المقترح الذي ينص على توسيع المهمة العسكرية لقوات الحلف في العراق المختصة بالتدريب بأمد يفوق تواجد عصابات "داعش" الإرهابية، وإقامة قواعد عسكرية دائمة في البلاد، ضمن اجتماع يعقد في العاصمة البلجيكية بروكسل في تموز المقبل.
والتقى رئيس الوزراء حيدر العبادي أمس بمقر إقامته في ميونخ الأمين العام لمنظمة حلف شمال الأطلسي يانس ستولتنبيرغ والوفد المرافق له "وبحثا أهمية الاستمرار بدعم العراق وتعزيز وتقوية مؤسساته وتلبية متطلبات إعادة الاستقرار والعمل على إنهاء بقايا "داعش" في المنطقة ومحاربة الإرهاب وتدريب الشرطة العراقية بما يعزز السلم المجتمعي".
عن هذا الموضوع يقول الدكتور أمير الساعدي:
واجهت العراق عدة صعوبات بعد العام 2014، تمثلت بإيجاد حلقة توازن بين كل الأطراف الإقليمية والفواعل الدولية، التي كان لها التأثير الكبير في محاربة تنظيمات "داعش" الإرهابية على الساحة العراقية. ومع أن الدكتور العبادي استخدم سياسة دبلوماسية مفتوحة الأبواب أمام خلق حالة حيادية يمكن أن تبعد الطرف العراقي عن سياسة المحاور، لكن بنظرة براغماتية على ما يجري على أرض الواقع لايمكن أبعاد المصالح والعمق الاستراتيجي لإيران عن الساحتين العراقية والسورية، وقد وضعت الولايات المتحدة إيران نصب عينيها وفقا لتقريرها الاستراتيجي، التي يمكن ترفض عملية انتشارها وزيادة زخمها في مناطق الشرق الأوسط، ومثلما ترغب الولايات المتحدة في الحفاظ على أمنها القومي في عمق مناطق الطاقة فهي تدفع الأطراف في المنطقة من أجل الحفاظ على أنابيب نقل الغاز والنفط، كون هذه المنطقة تمثل العصب الرئيس لدول العالم وعلى رأسها أوروبا. ومن هذا نرى أن الطرف الأمريكي ما زال يدفع عملية التصعيد وتوتير العلاقات مع الطرف الإيراني فيما يخص الملف النووي وزيادة حجم العقوبات، بل ذهب حتى إلى توتير العلاقة مع الطرف التركي. وما زال العراق يحاول جاهدا إيجاد حلقة التوازن بين الحاجة الماسة، وفق ما يراه الدكتور العبادي، المتمثلة ببقاء قوات حلف الناتو إلى مرحلة ما بعد تنظم "داعش" وزيادة حجم المساعدات المقدمة في تدريب وإعادة تأهيل القوات العراقية، وأيضاً تجهيز وتسليح الجيش العراقي الذي اعتمد في تأسيسه على حلف الناتو وعلى الولايات المتحدة، وبهذا نرى أن دعوة التحالف الدولي بإنشاء قواعد ثابتة له في العراق، هي تصب في بقاء الولايات المتحدة الأمريكية على الأراضي العراقية، من أجل خلق حالة توازن مع الطرف الروسي في منطقة الشرق الأوسط.
لدى إيران الرغبة في أن يكون طريق تجارة الحرير مرة أخرى عبر بوابة أنابيب الغاز من إيران مروراً بالعراق وسوريا حتى البحر الأبيض المتوسط، لكن وجود تلك المنازعات هي التي ترجح كفة على أخرى.
الطرف الإيراني هو الآخر يريد أن يحمي مصالحه في العراق، وهنا تكمن خطورة هذه اللعبة، كون الطرف الأضعف فيها هو العراق، كونه أصبح ساحة تأثير لكل الفواعل الدولية والإقليمية. كما أن الطرف الروسي أيضا يحاول خلق كفة توازن مع المعادلة الأمريكية التي تضغط على الطرف الإيراني.
للاستماع إلى كامل الحوار تجدوه في الرابط أعلاه…
إعداد وتقديم ضياء إبراهيم حسون
