كشف مركز الإعلام الأمني يوم الجمعة، عن تفاصيل إلقاء القبض على خمسة من كبار قياديي تنظيم "داعش"، في عملية نوعية داخل الأراضي السورية.
وقال المركز في بيان صحفي، أنه "بجهود كبيرة من قبل جهاز المخابرات الوطني العراقي وبالتنسيق مع قيادة العمليات المشتركة، تم تنفيذ عملية نوعية كبرى أدت إلى إلقاء القبض على قياديين مهمين في عصابات "داعش" الإرهابي ممن شاركوا في الاعتداء على مدننا العزيزة في الأنبار والموصل".
وبين المركز أن "عملية إلقاء القبض عليهم جرت داخل الأراضي السورية، في المنطقة الحدودية مع العراق، إثر عملية استخبارية نوعية".
وأشار إلى أن "التحقيق معهم أدى إلى استخلاص معلومات مفصلة، تم بناء عليها تنفيذ ضربة جوية استهدفت اجتماعا لما يسمى بـ(هيئة الحرب) في "داعش" الإرهابي، أدت إلى مقتل ما يقرب من 40 قياديا".
ضيف برنامج الحقيقة على أثير راديو "سبوتنيك" الدكتور أحمد الشريفي يقول حول هذا التطور في عمل جهاز المخابرات العراقي:
"يعتبر ذلك تطور في العمل الاستخباري في العراق، والذي يأتي في إطار عملية عابرة للحدود، وما تحقق من منجز يكمن في نوع الهدف الذي يضم قيادات مهمة جدا ستؤمن قاعدة معلومات مهمة وستؤثر في مسرح العمليات في سوريا أو في العراق. المسألة الثانية أن الجهد كان جهدا وطنيا، استطاع أن يشكل عبر التعاون الإقليمي جهدا عابرا للحدود واستطاع أن يقوم بعملية مركبة، نفذ جزء منها في سوريا وآخر في تركيا، أما الاعتقال فإنه تم في العراق، وهذا يدل على تنامي القدرات والمهارات للجانب الأمني في موارد العراق الوطنية، فضلا على أنها تأتي في إطار مهم جداً، هو أن الجهد الأمني والعسكري بات يتكامل مع القدرات الدولية في مناطق عابرة للحدود، وهو موضوع يؤشر في أن المرحلة القادمة سيكون فيها العراق لاعب مهم وحيوي في توازنات القوى الإقليمية، بل الدولية كذلك، على اعتبار هناك تعاون ضمني مع روسيا في سوريا وتعاون مع الولايات المتحدة في العراق".
وأضاف الشريفي، "من حيث التوصيف فإن التهديد اليوم هو تهديد وافد، بمعنى هو ليس ضمن الواجبات الدستورية للمؤسسة الأمنية بقدر ما هو ضمن الواجبات الدستورية لجهاز المخابرات، لأن جهاز المخابرات معني بالتهديد الوافد، أما المنظومة الأمنية فهي معنية بالتهديد المحلي، وبالتالي فإن القيام بعملية نوعية لمواجهة تهديد وافد هو يدل على أن الجهاز بات رصينا من حيث الأداء والخبرة والمهارة، لكن لا يفترض أن نقف عند تلك الحدود، بل يجب المضي في آليات تطوير جهاز المخابرات والارتقاء بالجهد التقني الساند، فضلا عن أن الدبلوماسية العراقية يجب أن تكون أكثر انفتاحا على الإرادة الدولية الحاضرة في الميدان، وأقصد بها روسيا والولايات المتحدة، من أجل توفير بيئة مرنة تسهل قيام جهاز المخابرات في مواجهة ومكافحة الإرهاب في عمليات عابرة للحدود".
إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون