على ضوء النتائج النهائية للانتخابات البرلمانية العراقية، استقبل مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري في العراق، رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في مكتبه ببغداد صباح الأحد لمناقشة تشكيل الحكومة الجديدة.
وقال الصدر في مؤتمر صحفي أقيم بعد اللقاء إن الحكومة ستضم جميع أطياف المجتمع وتمثل جميع الناس من دون أي استثناء.
من جانبه، أكد العبادي أن على جميع القوى العراقية قبول نتائج الانتخابات، وتابع بالقول: "خلال لقائي مع مقتدى الصدر، اتفقنا على العمل سويا مع قوى سياسية أخرى لتعجيل عملية تشكيل الحكومة العراقية الجديدة."
يأتي ذلك بعد ورود أنباء عن لقاء جمع السيد الصدر بسفراء دول جوار العراق، باستثناء السفير الإيراني، وهو موضوع يعكس حجم التوتر بين الأول والجمهورية الإسلامية.
وبين اللقاءات المكثفة التي يقوم بها قادة الكتل والأحزاب الفائزة في الانتخابات من أجل تشكيل الحكومة، تبقى تحركات وتسابق إيران والولايات المتحدة من أجل التأثير على تشكيلة تلك الحكومة محط أنظار المراقبين، في ظل التوترات الكبيرة القائمة بين البلدين، والتي بطبيعة الحال سوف تلقي بظلالها على المشهد السياسي القادم في العراق.
ضيف برنامج الحقيقة على أثير راديو "سبوتنيك" الدكتور باسم الكناني يقول حول الموضوع:
"بدأت مرحلة التفاوض بين قادة الكتل الفائزة في الانتخابات، حيث النتائج متباينة بين تلك الكتل، فمنهم من كان يطمح في مقاعد أكثر ومنهم من لم يتوقع هذا الفوز، لذا فإن الخارطة السياسية في البرلمان تغيرت كثيرا مع هذه الانتخابات، وهناك حكومة أغلبية سوف تشكل وتنقذ جزءا من العملية السياسية في البلاد."
وتابع الكناني، "إحدى السيناريوهات المطروحة هي إعادة ترشيح السيد رئيس الوزراء الحالي، في نفس الوقت هناك شخصيات أخرى مطروحة في العلن لتولي هذا المنصب، منها السيد عبد الحسين عبطان ومحمد شياع السوداني، أيضاً هناك أسماء تطرح في الخفاء، مثل الدكتور طارق نجم، وهناك من يهيأ الأجواء من أجل أن تطرح بصورة مباشرة على طاولة التفاوض، ونحن كمراقبين للمشهد السياسي نطمح بحكومة أغلبية ومعارضة حقيقية داخل البرلمان."
وأضاف الكناني، "اللاعبان الرئيسيان في العراق وهما كل من الولايات المتحدة الأميركية وإيران لهما مصالحهما في العراق ومن يمثلهما في المشهد السياسي لتأمين تلك المصالح، فإذا ما استطعنا توجيه هؤلاء الذين يمثلون مصالح هاتين الدولتين سواء في حكومة الأغلبية أو المعارضة فنحن سنكون في الطريق الصحيح، ففي السياسية لا يوجد تشدد، والجميع يستطيع الجلوس على طاولة التفاوض للوصول إلى مبتغاه، ومصالح إيران والولايات المتحدة في العراق ستؤدي بهما إلى قبول كل منهما للآخر، لكن مع ذلك فإني أعتقد أن من ترضى عليه الولايات المتحدة الأمريكية سوف يكون رئيس الوزراء العراقي القادم. واما مسالة وجود المتشددين داخل البرلمان القادم ضد الولايات المتحدة، فهو موضوع إعلامي فقط".
إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون