أكدت صحيفة "واشنطن بوست" أن الاستخبارات الأمريكية CIA مقتنعة بأن زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي أبو بكر البغدادي ليس على قيد الحياة فحسب بل ويعمل على استراتيجية جديدة طويلة الأمد للتنظيم.
فهل سيكون البغدادي نسخة جديدة من الظواهري في منطقة الشرق الأوسط، لكي يضمن تواجد دائم للقوات الأمريكية؟
ضيف برنامج "أين الحقيقة" على أثير راديو "سبوتنيك" الدكتور أمير الساعدي يقول حول الموضوع:
"إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية ترى في أن أبو بكر البغدادي يعمل على استراتيجية معينة، فهذا يعتبر خيبة أمل وخذلان لأجهزة الاستخبارات العالمية، وتحديدا أجهزة الاستخبارات الأمريكية، إذ لم تستطع تلك الأجهزة حبس أنفاس أكثر إرهابيي العالم عتاة وهو محصور في منطقة لا تتجاوز بضعة كيلومترات، ويتحول إلى مشروع استراتيجي بعيد المدى ، إذ مازالت الولايات المتحدة تعطي هذا التنظيم بعض جرعات الانعاش عبر المدعو أبو بكر البغدادي، غرضها الإبقاء عليه كوسيلة ضغط على المنطقتين العربية والإسلامية، كي تبقى بقرة حلوب كما أشار إلى ذلك الرئيس الأمريكي ترامب، ومن ثم يصار إلى تدبير أمرا معينا يحسب كنصر سياسي للرئيس الأمريكي وإدارته التي لازالت غير مستقرة لحد الآن، وما التغييرات التي حصلت في تلك الإدارة إلا دليل على عدم جدية هذه الإدارة في متابعة وملاحقة هذا الإرهاب العالمي، وإلا لقامت بإعطاء هذا الملف إلى من يساندها بهذا الدور، كأجهزة المخابرات الإقليمية في العراق وسوريا والأردن، وبهذا نرى أن الإدارة الأمريكية تعمد إلى إبقاء هذا الوحش متمكنا من خلال سيناريو الإعلام."
وأضاف الساعدي، " ينبغي وجود مبررات لكي تبقي الولايات المتحدة على عديد قواتها في المنطقة، فلديها الكثير من النزلات التي لم تنته بعد، لاستكمال التوازنات مع دول إقليمية مثل إيران وتركيا والسعودية إضافة إلى روسيا الاتحادية التي تتقاطع مع فضاء الولايات المتحدة الحيوي في عمق الأمن القومي الأمريكي، فغالبا ما يتحدث الرؤساء الأمريكيون عن قضية حماية الأمن القومي الأمريكي، ولكن بنفس الوقت لازالوا يحافظون على بقاء الإرهاب في هذه المناطق. فالولايات المتحدة لم تفعل شيئا في متابعة وتقصي أيمن الظواهري، حيث لازال يسرح ويمرح على الأراضي الحدودية بين أفغانستان وباكستان، فهو ورقة نشطة في يد الإدارة الأمريكية تستخدمها للضغط على هذا الطرف أو ذاك، إضافة إلى إبقاء قواتها في أقصى آسيا امتدادا إلى الشرق الأوسط، وسوف تعيد الولايات المتحدة سيناريو قتل أسامة بن لادن مع أبو بكر البغدادي متى ما انتفت الحاجة إليه."
إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون