أكد رئيس مجلس الوزراء، حيدر العبادي، أن الضربات العراقية في سوريا مستمرة.
عن هذا الموضوع يقول ضيف برنامج "أين الحقيقة" على أثير راديو "سبوتنيك" فاضل أبو رغيف:
توجد هناك غرفة عمليات في العراق تسمى غرفة التنسيق الرباعي، فيها روسيا وسوريا والعراق وإيران، ويراسها مسؤول الاستخبارات العسكرية العراقية، وترفع لهذه الغرفة معلومات من أجهزة الاستخبارات العراقية لتحديد الأهداف داخل العمق السوري، بدءا من منطقة الدشيشة وهجين ومناطق أخرى في إدلب وحمص، وتتمحور المعلومات عن مخابئ ومواقع السيطرة والقيادة وعقد المواصلات التي يستخدمها الإرهابيون، لتقوم بعدها القاصفات سواء الروسية أو السورية بتوجيه ضرباتها وفق هذه المعلومات، والتي غالبا ما تكون تلك الضربات منتجة وواقعية.
وتابع أبو رغيف، "إن الإرهاب ينشأ ويأتي ويتسلل من الأراضي السورية، على اعتبار أن تلك الأراضي تمثل أرض تمكين للتنظيم الإرهابي، فما عاد العراق يمثل أرض تمكين لهذا التنظيم على عكس سوريا. ولا أعتقد بذهاب أي قوات برية عراقية نحو الأراضي السورية، كما لا توجد الآن أي قوات حكومية عراقية في سوريا، وما موجود هناك ماهي إلا عبارة عن فصائل متطوعة عقائديا، ولا توجد لدى الحكومة العراقية نوايا بإرسال قوات لا الآن ولا مستقبلاً، وجل الاهتمام العراقي على الأراضي السورية استخباري وجوي ولوجستي."
وأضاف أبو رغيف، "أن خلية الصقور الاستخبارية العراقية وجهت أكثر من ثلاثمائة ضربة في العام الماضي، وقبل أقل من سبعة أيام وجهت ضربة إلى منطقة الدشيشة السورية أسفرت عن مقتل قيادات كبيرة في تنظيم "داعش"، ويرجح أن يكون البغدادي مقتولا في هذه الضربة، ولازال التنظيم نشطا في سوريا، سيما في مناطق دير الزور والبوكمال، حيث يستفاد من الطبيعة الجغرافية لهذه المناطق، لذلك هو يتحصن ويختبئ فيها."
من جانبه يقول ضيف برنامج الحقيقة الدكتور أحمد الأبيض:
إن الضربات التي يقوم فيها العراق داخل الأراضي السورية تندرج ضمن اتفاق بين العراق وسوريا، والعراق ضمن التحالف الذي أنشأ لمحاربة تنظيم "داعش" وهو على هذا الأساس يقوم بالضربات التي تنصب على الخلايا التي تتحرك على الحدود، وبنفس الوقت فإن هذه الضربات تحتوي على رسالة مفادها أن العراق كدولة تريد أن تفرض سيادتها على الحدود العراقية السورية، وهي رغبة أمريكية بحتة، وهو الهدف الأساسي من الضربات، أما ضرب بعض الإرهابيين هنا وهناك، فلا أعتقد أن ذلك هو الهدف الأساسي للضربات، والرسالة موجهة للإيرانيين، حيث تحاول إيران ربط العراق بسوريا وطهران ولبنان، وهو مشروع بدأ يتفكك، ولكن لا يزال هناك إصرار إيراني على ربط العراق بسوريا حتى تبقى المنطقة تحت المظلة الإيرانية والسيطرة عليها قبل أن تواجه إيران الولايات المتحدة بشكل مباشر في الشهرين القادمين، حيث سيتم فيهما فرض العقوبات على طهران بشكل رسمي، وهو الشيء الذي أدى إلى جعل الوضع العراقي مرتبك، وحتى أثر على الانتخابات العراقية بشكل كبير.
وتابع الأبيض، "أن السيد العبادي لم يستطيع أن ينسجم مع السياسة الأمريكية، على الرغم من أن الأمريكان مازالوا مصرين على بقائه في السلطة، فهناك الكثير من التحديات تقف أمامه، وأراه عاجزا عن إدارة المرحلة بشكل حاسم، فهي مرحلة تتطلب المواجهة مع المليشيات والفصائل المسلحة والفاسدين ومع إيران وتحسين العلاقات مع الدول العربية وعملية إرضاء الشارع العراقي وغيرها من الملفات الكثيرة."
وأضاف الأبيض، "إن هذه الضربات الجوية ايضاً تساهم في رفع الروح المعنوية للعراقيين، وتفيد بأن القوات العراقية لازالت تلاحق تنظيم "داعش"، ولكن بالأصل أن هذه الضربات الجوية تأتي من معلومات استخباراتية أمريكية، فالجهد الدولي بدأ ينخفض في العراق على مستوى الطلعات الجوية للتحالف الدولي، ذلك أنه وبعد هزيمة التنظيم قامت الكثير من دول التحالف بسحب طائراتها، فبدأ الاعتماد على الطائرات العراقية تحت مظلة التحالف الدولي."
إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون