تجددت صباح اليوم، الأحد، التظاهرات الشعبية في البصرة حيث سقط 4 جرحى وكذلك في محافظة ذي قار المجاورة، جنوبي العراق، للمطالبة بتحسين الخدمات وإجراء إصلاح يقضي على "الفساد" المستشري.
وقد عززت الحكومة العراقية من إجراءاتها الأمنية والعسكرية في محافظة البصرة، جنوبي العراق، تحسباً لأي طارئ قد يحصل في المحافظة بسبب اتساع الحركة الاحتجاجية هُناك.
الولايات المتحدة لم تعلق لحد الان على التظاهرات التي تجري في الكثير من المدن العراقية.. فكيف تنظر واشنطن اليها؟ وهل ستصب في مصلحتها في العراق؟ أم تدفع بالحكومة العراقية من أجل بسط الأمن في المدن التي تشهد موجة الاحتجاجات؟
عن هذا الموضوع يقول ضيف برنامج الحقيقة على أثير راديو "سبوتنيك" حيدر غازي:
"التظاهرات انطلقت شرارتها من بعض المواطنين الحانقين على تردي الخدمات المقدمة من قبل الحكومة، خصوصاً في مدينة البصرة التي تقدم للعراق النفط إضافة إلى كونها المنفذ البحري الوحيد في البلد، وقد رفض رئيس الوزراء العراقي إعطاء حصة من النفط لهذه المحافظة على الرغم من تقديم البرلمان توصية بالموضوع، ما حرم البصرة من واردات النفط والتي تسمى بالبترودولار، حيث تقدر بمليارات الدولارات، والتي كان بمقدورها إصلاح المحافظة وتقديم الخدمات للمواطنين، وبالتالي فإن الخطأ كان جسيما من رئيس مجلس الوزراء، وبقيت البصرة تعاني نتيجة السياسات الخاطئة، على الرغم من المصاريف الباهظة التي تنفقها الحكومة على أبنيتها وخدماتها وحرمان الشعب من تلك الخدمات، فالعراق الدولة الوحيدة في المنطقة تعاني من نقص الكهرباء والمياه رغم الارتفاع الحاد في درجات الحرارة، وهذه كله بسبب السياسات الخاطئة للحكومة، ولا يمكن التحجج بالحرب على تنظيم "داعش"، إذ ليس جميع مفاصل الدولة تساهم بهذه الحرب."
وتابع غازي، " الولايات المتحدة تريد من خلال الفوضى التي تجري في العراق إدخال منظماتها لأجل كسب الأموال عبر السيطرة على القرار العراقي، وهي تتدخل في اللحظة الأخيرة كما حصل في الحرب مع "داعش"، فهي تفتعل الأحداث وتتفرج لحين ما تحين الفرصة وتستغلها، فهي تسيطر على الكثير من مفاصل السياسة العراقية، ولديها العديد من المنظمات العاملة على الساحة العراقية، وهذه المنظمات تعمل على إيصال بعض الوجوه الى سدة الحكم من أجل تنفيذ سياسات الولايات المتحدة، وحتى على المستوى الاجتماعي عبر الكتاب على مدونات التواصل الاجتماعي ومواقع اليوتيوب. اذا الولايات المتحدة تنتظر ساعة الصفر لكي تنطلق باتجاه الحكومة والسيطرة عليها، فالحكومة العراقية وإن كانت ضعيفة، إلا أن الولايات المتحدة لا تسيطر عليها بشكل كامل، وبالتالي فإن الخضوع القادم سوف يكون من خلال هذه الفوضى الداخلية، فاليوم تحتاج الولايات المتحدة إلى تدمير المدن الجنوبية بعد أن قامت بتدمير مدن الشمال."
وأضاف غازي، " إن التظاهرات الآن خرجت بعد الانتخابات، ما يعني أن الولايات المتحدة لا تريد الانقلاب على السلطة، وإنما تبحث عن من سوف يصل إلى السلطة، ومن سيشكل الحكومة لكي تسيطر عليه عبر الفوضى والمظاهرات، التي بعضها يريد الإصلاح والخدمات."
إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون