أعلنت السفارة الأمريكية في بغداد، أمس الاثنين، عن استعدادها في محاربة الفساد وخلق الوظائف في العراق.
وقالت السفارة في بيان لها، أنها "تدعم حق الشعب العراقي في التجمع السلمي والتعبير عن آرائه"، مبديةً "ترحيبها بتصريح الحكومة العراقية بانها تحمي حق مواطنيها في التظاهر بطريقة سلمية".
وأعربت السفارة عن "أسفها على الأرواح التي أزهقت بين المتظاهرين وقوات الأمن"، مؤكدة "استعدادها لدعم الشعب العراقي وحكومته في جهودهم المتعلقة بالإصلاح الاقتصادي ومحاربة الفساد وفي خلق الوظائف وتوفير الخدمات التي يستحقها الشعب العراقي".
فيما دعت الأمم المتحدة، يوم الاثنين، الأطراف السياسية العراقية إلى البدء بحوارات "جدية" لتشكيل الحكومة الجديدة والاستجابة لمطالب المتظاهرين.
وذكر بيان أوردته حكومة إقليم كردستان العراق، إن "نيجيرفان بارزاني رئيس وزراء الإقليم استقبل، مساء الإثنين، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، يان كوبيتش، وبحث معه الأحداث الأخيرة في العراق وخاصة التوترات في الجنوب".
وشدد كوبيتش، وفقاً للبيان، على ضرورة "قيام الأطراف السياسية العراقية بالبدء بحوارات جدية لتشكيل الحكومة الجديدة والاستجابة لمطالب المواطنين"، مؤكداً على أهمية "الدور الفعال لإقليم كردستان في تلك الحوارات والمشاركة في التشكيلة الحكومية الجديدة في البلاد".
وبعد مضي ما يقارب الثلاثة أسابيع على بدء التظاهرات، هل كان البيانان اللذان صدرا عن السفارة الأمريكية في بغداد ومنظمة الأمم المتحدة في العراق متأخرين؟
ضيف برنامج الحقيقة على أثير راديو "سبوتنيك" الدكتور فلاح اللامي:
"الأزمات التي تحدث في العراق ما هي إلا وليدة الأذى الذي يتعرض له الشارع العراقي، حيث كان المواطنون في البصرة يتعرضون لضغط كبير، على الرغم من أن محافظتهم تمول العراق اقتصاديا، إلا أنها تعاني من نقص الخدمات، والذي دفع بدوره إلى الخروج بتظاهرات امتدت إلى باقي المدن الجنوبية التي هي الأخرى تعاني من نقص الخدمات، فالمؤسسات الحكومية التي تدار عبر الأحزاب تسعى نحو الحصول على المنافع ولا تهتم لتقديم الخدمات."
وتابع اللامي، " إن الضغط الأممي على الحكومة العراقية فيما يخص فقرة الإصلاحات والتقليل من حجم الفساد في مؤسسات الدولة العراقية ضعيف، ودائما ما تأتي دعوات الأمم المتحدة في هذا المجال خجولة، كون أن الجانب الأمريكي هو من يدير دفة السياسة في العراق، ولوكانت هناك ضغوط حقيقية من الأمم المتحدة لما رأينا مثل هذه الأزمات."
وأكد اللامي، " العراق يتمتع بسيادة ودستور وحكومة منتخبة، وأن أي تدخل خارجي يعتبر تدخل في الشأن العراقي، لكن الضغط الأممي يحتاجه كل شخص، فالمنظمات التي تدافع عن حقوق الإنسان تعمل في العراق وتراقب الوضع فيه."
وأشار اللامي إلى، " أن صندوق النقد الدولي ولغرض الخروج من الأزمات في العراق وضع خططا لم تكن فعالة بما يكفي، فهو يريد تحويل العراق إلى اقتصاد السوق، وخلق الفرص الاستثمارية، وقام بإلغاء الدعم المقدم للمواطنين عبر البطاقة التموينية، وهوما زاد في حدة الأزمة، كما أن هناك بطالة كبيرة في العراق، لايستوعبها القطاع الخاص، كونه مصاب بالشلل."
وحول بيان السفارة الأمريكية في بغداد، يقول ضيف برنامج الحقيقة الدكتور واثق الهاشمي:
"السفارة الأمريكية في بغداد تراقب الأوضاع عن كثب، ولا تصدر تصريحات فورية، حتى تستقرأ الوضع بشكل جيد، فهي كانت تدقق في مطالب المتظاهرين، وربما أنها تراقب فيما إذا كان هناك خط إقليمي دخل على خط المظاهرات، فهي تحاول أن تدرس وتفكك هذه التظاهرات التي تضم عدة اتجاهات، بين مطالب بالخدمات وآخر مخرب للمؤسسات والبنية التحتية وثالث سياسي يقوم بحرق مقراتهم الأحزاب السياسية ورابع خط إقليمي يحاول الدخول على التظاهرات في خضم صراعات سعودية إيرانية وأمريكية إيرانية، فالجميع يراقب التظاهرات وله رؤية في الموضوع."
وتابع الهاشمي، " أن حجم التدخلات الخارجية في العراق كبير جداً، لكن اللاعبين الأساسيين في المشهد العراقي هما الإيراني والأمريكي، وإيران لها تأثيرا كبيرا عبر التدخل في اختيار رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية والبرلمان وتوقيتات تشكيل الحكومة وحتى في التشريعات، الأمريكان يريدون عودة كافة مكونات الشعب العراقي في الحكومة الجديدة وإيران تهتم بعودة البيت الشيعي وتسعى إلى تأخير تشكيل الحكومة العراقية من أجل ذلك، بينما الجانب الأمريكي يحاول أن يسرع بتشكيل الحكومة حتى لا تستطيع إيران لملمة البيت الشيعي."
إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون