شدد رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، الجمعة 24 آب 2018، على أهمية عدم تسييس الحشد الشعبي، مشيرا إلى أن إخراج الحشد من المدن يجب أن لا يخضع لضغط سياسي.
وبيّن أن "إخراج الحشد من مدن هائلة لا يجب أن يخضع لضغط سياسي، فعصابات "داعش" طردناها وهزمناها ولكن لديهم خلايا وفكر ايديولوجي يجب أن نستمر بمحاربته"، لافتا إلى أن "إخلاء الساحة بشكل مفاجئ فانه سيعطي فرصة للجماعات الإرهابية للاعتداء على المواطنين".
فيما أبدت عشائر محافظة نينوى، يوم الجمعة، مخاوفا بشأن انسحاب فصائل الحشد الشعبي من محافظة نينوى والذي قد يتسبب بوقوع خروقات و فراغا أمنيا.
وتناقلت وسائل إعلام محلية، في وقت سابق، وثيقة صادرة من نائب رئيس الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، يأمر فيها بإغلاق مقار تابعة للحشد في الموصل وتسليمها للجيش، والانتقال من أخرى الى أماكن جديدة.
وعزا المهندس قراراته إلى استقرار الأوضاع الأمنية في منطقة نينوى، وتوجيهات رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة.
عن هذا الموضوع يقول ضيف برنامج الحقيقة على أثير راديو "سبوتنيك" علي فضل الله:
"إن قضية انسحاب الحشد الشعبي تخضع لسلطة القائد العام للقوات المسلحة، كما أن القيادات الميدانية لديها تصور واضح عن الوضع الأمني في تلك المناطق، ولكن عموما فإن هذه الفترة التي تشهد تهديدات أمنية في المناطق الشمالية والشمالية الغربية، فأنا أعتقد أنه من الخطأ الكبير أن تحرك قوة الحشد الشعبي من تلك المناطق، حيث أن قوة الحشد استطاعت أن تعيد الهيبة إلى القوات المسلحة العراقية عندما قامت بسد النقص والانكسار الذي حدث في العام 2014 وأصبحت قوة متمرسة في محاربة الإرهاب، لذا فإن انسحاب الحشد الشعبي في هذا التوقيت يضع الكثير من علامات الاستفهام، وقد يكون موضوع التدخل الخارجي أو التسويات السياسية الخاصة في موضوع تشكيل الحكومة لها التأثير الأكبر على تلك التوجهات. وقد يكون هناك أكثر من عامل لهذا القرار منها الضغط الأمريكي على الحكومة العراقية بضرورة تحجيم قوات الحشد الشعبي، وقد يكون موضوع تشكيل الكتلة الأكبر وطموح بعض القيادات السياسية التي تترأس قيادة الحشد لها الأثر في هذا الموضوع وذلك إرضاء لبعض الفرقاء السياسيين، وهو أمر قد ينعكس سلبا على الوضع الأمني في المستقبل القريب."
وتابع فضل الله "من المفترض أن تكون هناك حسابات دقيقة ودراية من قبل القيادات الأمنية بكافة صنوفها في عملية تحريك القطاعات العسكرية ويجب أن تكون هذه التحركات مدروسة استخباراتيا قبل التحرك لوجستيا، فالمناطق التي من المفترض أن ينسحب منها الحشد الشعبي لازالت مهددة أمنيا وتعتبر مناطق رخوة. ومن الممكن أن يكون هذا الانسحاب فيه نوع من المناورة العسكرية، علما أن الجانب العسكري عندما كان يتحرك بمعزل عن الجانب السياسي نجح نجاحا كبيرا تمثل بانتصار ساحق على الإرهاب والذي يمثل أول انتصار لجيش نظامي على جيوش غير نظامية التي تقف وراءها مخابرات عالمية ودعم دولي على كافة المستويات."
وأضاف فضل الله" موضوع الحشد الشعبي بات ورقة مهمة ويؤثر على الاستراتيجيات الإقليمية والدولية، لذلك بقاء أو انسحاب قوات الحشد الشعبي سوف يكون لها تأثير على مستوى سلبي وقد يكون على مستوى إيجابي، فتواجد القوات العسكرية في المركز سبب حالة من التوتر بين المواطنين وتلك القوات، وقضية دفع تلك القوات الأمنية من المركز باتجاه الحدود خطوة صحيحة، فيجب حماية الحدود أولا، فإذا كان موضوع انسحاب الحشد يدخل ضمن هكذا حساب فيعني ذلك أن هناك استراتيجية جديدة وسوف تكون لها انعكاسات اجتماعية وعسكرية إيجابية."
إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون
