أفادت وكالة "رويترز" بأن طهران زودت تنظيمات في العراق، بصواريخ باليستية، لمواجهة هجمات محتملة على مصالحها الإقليمية وامتلاك وسيلة تمكنها من ضرب خصومها في المنطقة. واعتبر مصدر غربي أن "إيران تحول العراق لقاعدة صواريخ أمامية".
وقال نظامي بحسب "روسيا اليوم"، "لم تزود طهران أي جماعة في العراق بالصواريخ وما يحكى بهذا الصدد، شائعات هدفها النيل من الجمهورية الإسلامية والواقع أن أمريكا والغرب يوجهون توزيع الأسلحة ويطلقون هذه الدعايات".
أما وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو فقد أعرب السبت عن "قلقه العميق، من التقارير التي تحدثت عن نقل إيران صواريخ باليستية إلى الأراضي العراقية".
وقال بومبيو في تغريدة على موقع "تويتر" إن تلك الأنباء "في حال ثبتت صحتها تشكل انتهاكا صارخا للسيادة العراقية ولقرار مجلس الأمن رقم 2231".
"أن عملية نقل الصواريخ من إيران إلى العراق سواء كانت واقعية أم لا، فإن كل المعطيات تشير إلى أن الأيام القادمة سوف تشهد المزيد من التصعيد بين إيران وبين الولايات المتحدة، وما يؤسف له أن الأحداث سوف تكون على الأرض العراقية، ومسألة حصول نوع من الاشتباك بين الجهات السياسية التي تمتلك أجنحة مسلحة في العراق وهي موالية لإيران، فهو احتمال بدأ يدخل في دائرة التوقع، لاسيما أنه مع استحقاقات تشكيل الحكومة القادمة والكتلة الأكبر بدأ واضحاً الدور الأمريكي الذي يسعى إلى جذب التحالفات التي تكون حليفة للولايات المتحدة وتشكل نوعا من الضد النوعي لحلفاء إيران في العملية السياسية، فالصراع قد يأخذ شكل تصريحات إعلامية واتهامات متبادلة، والآن هناك سجال سياسي بين إيران والولايات المتحدة في اتجاه تشكيل الحكومة القادمة، وهي معطيات تدل على احتمالية حدوث صدامات عسكرية بين الطرفين، وهي حقيقة لا يمكن إغفالها، حيث يوجد للطرفين حلفاء داخل المنتظم السياسي العراقي، يأتي ذلك في الوقت الذي أصبح فيه العمق الجماهيري الذي كانت تمتلكه الجهات السياسية الموالية لإيران بات شحيحا بسبب سوء إدارتها للملفات، أي فقدان القدرة على التأثير بالشارع العراقي عبر توجيهه ضد الولايات المتحدة، والأخيرة تستثمر في هذه المعادلة التي تقول أن هناك نقمة جماهيرية على الأداء السياسي الشيعي، وهذا يعني أن الولايات المتحدة ذاهبة إلى استثمار هذه النقمة الشعبية للإطاحة بحلفاء إيران في العملية السياسية وليس لتحقيق العدالة والارتقاء بالخدمات والنظام السياسي في العراق، وهو موضوع يزيد مستوى الإحباط لدى العراقيين، كما لا توجد نوايا لدى المحيط الإقليمي والدولي في مساعدة العراقيين عبر الإتيان بمنتظم سياسي يخدم الثوابت الوطنية العراقية، فالعراق عبارة عن حلبة مصارعة للمصالح الدولية والإقليمية. فلا الولايات المتحدة ولا إيران تقومان على الأقل بتحسين وجوه عملائهما في المشهد السياسي العراقي، فهما مصران على إعادة نفس وجوه الفساد، وهو موضوع يزيد من نقمة الشارع العراقي."
وأضاف الشريفي، "أنا استبعد حصول عملية نقل صواريخ من إيران إلى العراق، ذلك أن عملية السيطرة الجوية للولايات المتحدة على العراق وعملية الرصد الإلكتروني، لا تسمح بأن تنقل هكذا أسلحة دون يتم رصدها بمنتهى الدقة والتفاصيل، فإذا كانت العملية مرصودة من خلال الجهد الاستخباري، فإن التعامل معها تقنيا تكون متاحة، فلماذا لم تقم الولايات المتحدة بتوثيق هذه العملية صوريا لكي يصدق الخبر، وأنا أعتقد أن ذلك يندرج في إطار الحرب الإعلامية والضغط السياسي، فالفصائل المسلحة ليس لديها استعداد لنقل صواريخ في ظل الأحداث التي تشهدها الساحة العراقية، كما أن عجز الولايات المتحدة عن التشخيص الدقيق للعملية يعطي إشارة إلى كون هذه القضية هي إعلامية فقط، إلا أن هذا لا ينفي أن تكون هناك نية لدى الولايات المتحدة باستهداف الفصائل المسلحة عبر إيجاد ذريعة."
إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون