ذكر بيان لوزارة الخارجية العراقية أن "وزير الخارجية محمد علي الحكيم التقى السفير الأمريكي لدى بغداد دوغلاس سيليمان، وتم بحث سبل تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين والتأكيد على أهمية تحقيق المصالح المشتركة في المجالات المختلفة للشعبين الصديقين".
فما هي المكاسب التي سوف يجنيها العراق من هذه الاتفاقية؟ وهل الولايات المتحدة سوف تلتزم بها؟
ضيف برنامج "الحقيقة" على أثير راديو "سبوتنيك" الدكتور عزيز جبر شيال، مدير وحدة البحوث السياسية والاستراتيجية في كلية العلوم السياسية:
"هناك انتقادات شديدة توجهها الولايات المتحدة إلى الحكومة العراقية والى الوضع السياسي في العراق بشكل عام، حيث أن العملية السياسية فيه تعاني من مسألة الفساد، ووصفوا تلك العملية السياسية بالديمقراطية الهشة. ومن هنا فإن السيد وزير الخارجية العراقي يريد العودة مرة أخرى إلى الولايات المتحدة الأمريكية، خصوصاً بعد شبه الانحياز الواضح للحكومة العراقية تجاه إيران، وهو موضوع أدى إلى امتعاض الأمريكان، الذين يريدون من العراق أن يكون حليفا لهم، في الوقت الذي تريد فيه الحكومة العراقية مسك العصا من المنتصف، في وضع دولي من الصعب به مسك العصا من الوسط. كان ينتظر العراقيون في أن تقوم الولايات المتحدة بتصحيح خطأها التاريخي المتمثل باحتلال العراق وأن يقوموا بالمساعدة في إعادة إعماره، في ظل تصاعد المطالب في إعادة العافية للعراق، وهذا موضوع صعب في ظل الإدارة الأمريكية الحالية، مع وجود قوى عراقية تحمل السلاح وتسعى امريكيا إلى وضعها في قائمة المنظمات الإرهابية، مما يؤدي إلى مشكلة لدى السياسيين العراقيين، تكمن في عملية الموازنة بين تلك القوى باعتبارها تمارس العمل السياسي من جهة، وباعتبارها منظمات إرهابية وفقا لرؤية الولايات المتحدة من جهة أخرى، ومن هنا يجب تفعيل الاتفاقية بين البلدين لتغطية هذا الموضوع."
وفيما تعد تلك الدعوة بمثابة إشارة من الخارجية العراقي تفيد بوقوف العراق مع الولايات المتحدة في أزمتها المتصاعدة مع إيران، يقول شيال:
"لا أعتقد أن يقف الساسة العراقيون في مثل هكذا موقف، فالعلاقات العراقية الإيرانية باتت متشعبة، كما أن الولايات المتحدة وعلى مدى الخمسة عشر سنة الماضية لم تعبر عن صداقتها للعراق، وفقدان الثقة بين بغداد وواشنطن يجب ترميمه، أو القول إن العراق هو عمق لإيران بصورة واضحة ومباشرة، وهو موقف غير قادرة عليه الحكومة العراقية، التي تريد أن تكون صديقة لإيران وللولايات المتحدة في نفس الوقت. لذا يمكن اعتبار دعوة وزير الخارجية العراقي بمثابة مغازلة للأمريكان"
وفيما إذا يتفهم الأمريكيون موقف العراق من إيران والعلاقة القوية بينهما، يقول شيال:
" إن الأمريكيين برغماتيون، وربما يقوموا بطمأنة العراق من المستقبل، فهو يحتاج إلى فترة طويلة إذا ما أراد الاستغناء عن التعامل اقتصاديا مع إيران، في ظل غياب الوازع الوطني لدى الساسة العراقيين، ولذلك فإن الموضوع سوف لن يمر بسهولة، وربما تنتظر العراق مشاكل كبيرة جدا."
إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون