يأتي ذلك في الوقت الذي استقبل فيه رئيس الوزراء العراقي يوم أمس، وزير الطاقة الأمريكي ريك بيري، وأكد خلال لقاء معه على أهمية تطوير العلاقات بين العراق والولايات المتحدة في جميع المجالات وضرورة توسيع التعاون في مجالات الطاقة والنفط والملفات الاقتصادية.
ضيف برنامج الحقيقة على أثير راديو "سبوتنيك" المحلل السياسي محمد الفيصل، يقول حول تمسك العراق باستثنائه من العقوبات الأمريكية ضد طهران:
"إن موضوع العقوبات الأمريكية ضد إيران أكبر من موضوع الطاقة التي يحتاجها العراق، وإنما يكمن بخطورة تلك العقوبات على العراق من الناحية الاقتصادية، في ظل سعي الولايات المتحدة إلى تشديد العقوبات بصورة أكثر، وجعلها على مستوى أممي، الأمر الذي يستدعي مراعاة وضع العراق عند تطبيقها. والعراق يتشاور مع الولايات المتحدة من أجل الوصول إلى آلية معينة لتنفيذ العقوبات على إيران، على اعتبار أن العراق سوف يكون أكثر المتضررين منها."
وفيما إذا كانت الولايات المتحدة تسعى لسد الذرائع أمام العراق، بتوفير الطاقة الكهربائية، كي يستغني عن إيران، يقول الفيصل:
"هناك طرح في وجوب إيجاد بديل عن الطاقة المستوردة من إيران، وأعتقد أن الوفد الأمريكي الذي يزور العراق حاليا، غرضه التوقيع على عقد كبير يخص الطاقة الكهربائية، من أجل إعادة بنائها بطريقة احترافية، قادرة على الاستغناء عن الخط الإيراني الرابط بين العراق وإيران، وسيشهد العراق في الفترة القادمة زيارات على مستويات عالية لبحث مواضيع الاستثمار والبناء."
وفيما إذا تم تزويد العراق باحتياجه من الطاقة الكهربائية، هل سيقوم بتطبيق العقوبات الأمريكية ضد إيران، يقول الفيصل:
"في حالة قيام العراق بتطبيق العقوبات الأمريكية ضد طهران، فإن ذلك سوف ينعكس سلبا على الشعبين الإيراني والعراقي، والعراق جرب الحصار ودفع ثمنه، وبالتالي العراق يرفض مبدأ العقوبات التي تؤدي إلى تجويع الشعب الايراني، كما أن هذا الموضوع يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة، والمنطقة لا تتحمل صراعات وحروب أخرى، وبكل الاحوال سيكون العراق هو المتضرر الأول من تلك العقوبات، كونه مهيأ لأن يكون ساحة للصراع الأمريكي الإيراني."
إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون