فهل يعد هذا الموضوع استفزاز للولايات المتحدة ؟ وهل وجدت إيران في العراق مخرجها من العقوبات الامريكية؟ وهل سيكون العراق تحت طائلة العقوبات الأمريكية إذا ما تعاون مع إيران؟
ضيف برنامج الحقيقة على أثير راديو "سبوتنيك" الخبير الاقتصادي صالح الهماشي، يقول حول زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى العراق، ومدلولات هذه الزيارة:
"هناك تكالب إقليمي على العراق، تمثل بزيارات عديدة، كزيارة العاهل الأردني بمعية وزراء كثر، واليوم زيارة وزير الخارجية الإيراني وبمعيته أكثر من خمسين ممثل شركة، على أساس ضرورة مساهمة الشركات الإيرانية في إعادة إعمار العراق، فالكل ينظر إلى العراق باعتباره اقتصاد ناشئ، وهذا الاقتصاد يضم فرص استثمارية كبيرة جدا، لذلك نشاهد هناك تسابق للاستحواذ على تلك الفرص، والجمهورية الإسلامية من الدول المهمة جدا وترتبط بالعراق بعلاقات اقتصادية وسياسية كبيرة. وفي ظل العقوبات التي تتعرض له طهران، فهي تسعى اليوم لفتح أسواق كبيرة في العراق، وتخطط لرفع التبادل التجاري من 8 مليار دولار إلى 20 مليار، والعقبة في رفع هذا التبادل هي العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران، والحكومة العراقية تسعى من جانبها للحصول على استثناءات من تلك العقوبات، فالعراق يعد سوق كبيرة بالنسبة لإيران. وهنالك تنافس بين دولتين على السوق العراقية، وهما تركيا وإيران، والأخيرة تحاول الاستحواذ على السوق العراقية. أعتقد أن إيران عبدت الطريق من أجل أن يكون السوق العراقي سوق مهم بالنسبة لإيران وأن يشكل مورد مهم من الدخل القومي الإيراني، وهذا موضوع يحمله وزير الخارجية الإيراني."
وعن احتمالية نجاح وزير الخارجية الإيراني في مهمته هذه في ظل الضغوط التي تتعرض لها بغداد لتطبيق العقوبات الأمريكية ضد طهران، يقول الهماشي:
"أعتقد أن العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران تخص الصناعات التخصصية و الصناعات الثقيلة، وهناك بعض القطاعات الاقتصادية سوف تستثنى من مسألة العقوبات، وهذا ما رأيناه في العقوبات الأمريكية ضد العراق في مرحلة ما قبل سقوط النظام السابق. فالصراع الأمريكي الإيراني هو صراع سياسي ولا يجب أن تدفع الشعوب ثمن هذا الصراع، وهناك بعض الدول الأوروبية حتى من ضمنها دول الخمسة زائد واحد التي شاركت في المفاوضات مع إيران، غير مقتنعة بالعقوبات الأمريكيه المفروضة ضد طهران، لذلك هناك بعض القطاعات الاقتصادية التي سوف تستثنى من مسألة العقوبات منها قطاع الغذاء مثلا، وإيران سوف تقوم باستثمار هذه الاستثناءات، كما أن التبادل التجاري بين الدول المتجاورة من الصعب السيطرة عليه، وهذا الموضوع ايضا يشمل الولايات المتحدة والمكسيك على سبيل المثال، لذا سوف يأخذ التهريب دوره بشكل كبير جدا."
وحول استعداد إيران للتعاون في المجال النووي مع العراق، و فيما إذا كان هذا الإعلان يمثل استفزازا للولايات المتحدة، يقول الهماشي:
"يعد هذا الطرح بمثابة مناورة سياسية من بلد له باع في السياسة، فإيران تقوم برفع سقفها من التعاون مع الدول، لتنخفض إلى مكتسبات أقل، وبكل الأحوال، لا تستطيع الحكومة العراقية الاستغناء عن السياسة الأمريكية والدعم الأمريكي لها، فبعقوبة واحدة على العراق، يمكن أن تؤدي به إلى الهاوية، في ظل أزمة مالية كبيرة يتعرض لها اليوم."
إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون