ووصل يوم 17 آذار 2019، "وفد قطري تجاري كبير العاصمة بغداد، يرأسه وزير التجارة القطري، علي بن أحمد الكواري، لمناقشة إبرام اتفاقيات بين قطر والعراق".
من جانبها سارت طهران على غرار العلاقات الاقتصادية بين بغداد وعمان. وسارعت أخيراً للبحث عن مساراتها في العراق، فقد وقّعَ الجانبان عدة اتفاقات تجارية أولية، بعد زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى بغداد.
عن هذه الزيارات وآفاقها الاقتصادية، يقول ضيف برنامج الحقيقة على أثير راديو "سبوتنيك" رئيس نادي رجال الأعمال العراقيين الدكتور علاء القصير:
"هذه الزيارات لها جوانب سياسية واخرى اقتصادية، فالجوانب السياسية كانت حاضرة في الزيارات الإيرانية والأردنية، أما الجوانب الاقتصادية فتمثلت بزيارات الوفود القطرية والإماراتية والسعودية، وغيرها من الوفود الأخرى التي لم يعلن عنها من شركات ودول، فهناك تسابق ومنافسة للاستثمار في مشاريع العراق الاستراتيجية، وهذا الأمر بدأ واضحا بعد انتهاء العمليات الإرهابية واستقرار الوضع الأمني في العراق، لكن إدارة هذه العمليات من الناحية الاقتصادية، لا زالت ليست بالمستوى المطلوب فيما يخص الجانب العراقي، فإذا لم تكن هناك جدية في القضاء على المشاكل، فسوف لن تكون هناك بيئة امنة للاستثمار الاقتصادي الناجح.
وعن التأثير الأمريكي في زيارات الوفود إلى العراق، يقول القصير:
"الإدارة الأمريكية لديها بصمة في هذا الموضوع ولديها أيادي متمكنة في العراق، وكذا الحال بالنسبة لإيران، التي تمتلك يد طويلة في العمل والاستثمار داخل العراق، وهذا الصراع بين الجانبين الأمريكي والإيراني سيكون له التأثير السلبي الكبير على الوضع العراقي الداخلي، فالولايات المتحدة تمنع الشركات المرتبطة مع إيران من العمل داخل العراق، بينما إيران تتمتع بنفوذ وتأثير كبير على الأخير".
وإذا ما كانت الدول العربية تحاول إزاحة إيران عن السوق العراقية، يقول القصير:
"إيران دولة صناعية كبيرة، ولديها اقتصاد قوي ومتين جدا، ولديها الخبرة والإمكانات الاقتصادية التي تستطيع من خلالها العمل وبجدية. وإذا ما أبعدنا الجانب السياسي، فيجب الاعتراف بأن ايران دولة اقتصادية تستطيع تطوير العمل الاستثماري في العراق، من خلال شركاتها والدعم المالي الكبير، فلديها شركات تعمل على مستوى العالم، ولديها من المصانع ما يفوق مصانع أوروبا، ولديها نفوذ حتى داخل الولايات المتحدة، لذلك علينا الاعتراف في أن إيران لها قوة اقتصادية وتستطيع تطوير العمل الاقتصادي داخل العراق".
إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون