عن هذا الموضوع يقول ضيف برنامج الحقيقة على أثير راديو "سبوتنيك" الخبير العسكري والاستراتيجي الدكتور أمير الساعدي:
"هناك الكثير من التداعيات على قضية عدم وجود السلطة الاتحادية في بعض المناطق، فبعد انهيار الدولة في المناطق الشمالية، وتحديدا في نينوى وصلاح الدين والأنبار، عندما استولت التنظيمات الإرهابية على السلطة في تلك المناطق، جرى استقطاع للأرض وفرض سلطة عناصر مسلحة خارجة عن الدولة العراقية، اضطرت الحكومة العراقية أن تتعاطى معها كأمر واقع مفروض عليها، حتى تستطيع تجنب فتح جبهات داخلية والوقوع في مصادمات، كذلك استخدمت تلك الجماعات المسلحة كورقة سياسية ضاغطة على الجانب التركي من جهة، وكذلك كطرف لمواجهة الجماعات الإرهابية من جهة أخرى، وبذلك أعطت الحكومة العراقية نفسها فرصة المناورة مع تلك الجماعات المسلحة، التي تعد جماعات إرهابية في تركيا، وبنفس الوقت تعتبر أطرافا معارضة لتركيا بالنسبة للأكراد".
وتابع الساعدي، "يبدو أن هناك حالة من الزهو التي باتت تشعر بها تلك الجماعات المسلحة بعد النصر على تنظيم "داعش" واستقطاعهم للسلطة في تلك المناطق البعيدة، والتي تشهد صراعات بين أطراف متعددة، وتحديدا في منطقة سنجار، فهناك سكان محليون وحكومة اتحادية وسلطة إقليم كردستان وكذلك أحزاب كردية أخرى. والحكومة العراقية لم تدعو إلى إخراج تلك الجماعات من المنطقة بشكل صريح، فبعد تهديد تركيا باستخدام القوة العسكرية لإخراج حزب العمال الكردستاني من سنجار، سعى العراق إلى ترطيب الأجواء باستخدام الدبلوماسية مع تركيا في زمن حكومة السيد العبادي السابقة، حيث تم ابقائهم على الأراضي العراقية وإخراجهم من منطقة سنجار".
وأضاف الساعدي، "الآن تشعر هذه الجماعات أنها هي من يمتلك زمام إدارة هذه المناطق كسلطة محلية وأجهزة إدارية وأمنية، وسعي العراق الآن إلى إبعادهم من تلك المناطق، هو ما دفع بنائب رئيس هيئة الحشد الشعبي إلى الذهاب لمحافظة نينوى لتخفيف الأزمة، وهذا لا يعد بدأ المواجهة الحقيقية مع قوات حزب العمال الكردستاني".
إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون