وقال ماكينزي في حديث لقناة "سكاي نيوز"، "أننا واثقون بأن وجودنا سيكون طويل الأجل في العراق، ووجودنا في العراق هو لمكافحة الإرهاب"، معتبراً أن "أفضل حل على المدى الطويل لجماعات مثل "داعش" (المحظور في روسيا) هو إنشاء قوات محلية أمنية فعالة".
عن هذا الموضوع يقول ضيف برنامج الحقيقة على أثير راديو "سبوتنيك" الخبير العسكري والاستراتيجي الدكتور عماد علو نائب مدير المركز الجمهوري للبحوث الأمنية والاستراتيجية:
"أن الوجود الأمريكي في العراق لا يخلو من وجود قوات قتالية لغرض تأمين حماية المستشارين أو المدربين العسكريين، إضافة إلى وجود قوات لحماية المصالح الأمريكية، كالسفارة الأمريكية في بغداد وباقي القنصليات في المحافظات العراقية، كما توجد لدى القوات الأمريكية كتيبة مدفعية توفر الإسناد الناري للقوات العراقية عند قيامها بعمليات التحرير، وهذه كلها قوات قتالية، لكن ما يتداول ويطرح من تصريحات سواء من الجانب العراقي أو الأمريكي وحتى الإيراني كلها تندرج ضمن مشاهد توتر العلاقة بين الجانبين الأمريكي والإيراني، والذي يتخذ من العراق ساحة لهذه التصريحات، ما ينعكس ذلك على الواقع السياسي والاجتماعي في العراق، حيث تتباين المواقف بين القوى الموالية لإيران وبين المواقف الحكومية العراقية الرسمية، التي تصرح بأن الوجود الأمريكي كان بموافقة الحكومة العراقية استنادا إلى اتفاقيات الإطار الاستراتيجي الموقعة بين البلدين."
وعن هذا التباين في وجهات النظر بين الساسة العراقيين إزاء التواجد الأمريكي في بلدهم، يقول علو:
"الحكومة العراقية موقفها واضح من خلال مؤتمرات السيد رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، حيث يقول أن الوجود الأمريكي في العراق تم بموافقة الحكومة العراقية، وما يدور من تضخيم للأمور يدخل في إطار التداول الإعلامي فقط، ويشابه موقف رئيس الحكومة العراقية مواقف باقي الرئاسات المتمثلة برئيسي البرلمان والجمهورية، وهذه المواقف تتقاطع مع مواقف الأحزاب والتيارات التي تعتبر صديقة لإيران، التي تحاول من خلال ممثليها في البرلمان طرح قانون إخراج القوات الأمريكية، وهنا تبرز الإشكالية."
وعن السبب المباشر في تصاعد حالة التوتر بين الجانبين الأمريكي والإيراني، يقول علو:
"كل ذلك يندرج في إطار التصعيد والتوتر بين الجانبين الأمريكي والإيراني، والذي تزامن مع تحرك عدد من حاملات الطائرات الأمريكية تجاه منطقة الخليج والبحر المتوسط، إضافة إلى قيام الولايات المتحدة بتحرك عسكرية من سوريا باتجاه العراق، مع اقتراب المدة الزمنية من نهايتها فيما يخص الاستثناءات من الالتزام بالعقوبات المفروضة على إيران التي منحتها الولايات المتحدة لعدد من الدول في نهاية شهر أيار، ما يزيد الموضوع من أزمة الطاقة الإيرانية، كما يزيد من الارباك الدولي إزاء هذا الإصرار الأمريكي على تلك العقوبات."
وأضاف علو، "قد تكثف الولايات المتحدة من وجودها غرب العراق، تحسبا لأي تهديد يتعرض له حلفائها في شرق سوريا، كما أنها سوف لن تنسحب بشكل كامل من الأراضي السورية، وإنما سوف تخفض من وجودها العسكري هناك.."
إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون