هذه المناورات المرتقبة سوف تزيد من الاستعداد الاستراتيجي وقابلية التشغيل البيني من خلال ممارسة قدرة الجيش الأمريكي على التحرك السريع لقوة قتالية كبيرة من الجنود والمعدات من الولايات المتحدة القارية إلى أوروبا، والرد السريع إلى جانب الحلفاء والشركاء.
ومن المقرر أن تجري التدريبات المشتركة المتعددة الجنسيات بقيادة الجيش الأمريكي بمشاركة حوالي 37000 من الجنود الأمريكيين والقوات المتحالفة والدول الشريكة. في إشارة إلى أن مناورات "يوروب ديفيندرز" هي فرصة عظيمة لإظهار قدرة الجيش الأمريكي غير المتطابقة على إجراء عمليات الإنزال السريع للقوات في جميع أنحاء العالم أثناء العمل جنباً إلى جنب مع الحلفاء والشركاء في مناطق عديدة متنازع عليها.
القائد الأعلى للجيش والقوات المسلحة الروسية فلاديمير بوتين علق على المناورات العسكرية الضخمة، التي تنوي الولايات المتحدة والناتو تنفيذها في أوروبا العام المقبل. وقال إن روسيا سترد على هذه المناورات بهدوء.
في إشارة إلى إن وزارة الدفاع الروسية سوف تبحث الإجراءات الممكنة مع نظرائها في بلدان رابطة الدول المستقلة، مع التأكيد بأن روسيا نفذت مؤخراً مناورات ضخمة، ولكن بعيداً عن حدود الناتو.
الزعيم الروسي شدد على أن بلاده تتعمّد تنفيذ المناورات، في عمق الأراضي الروسية، حيث شارك في المناورات الأخيرة 128 ألف عسكري. وموسكو لا ترحب بمحاولات التصعيد على حدودها.
منظمة معاهدة الأمن الجماعي ومناورات إيشلون 2019
القيادة العسكرية الروسية تحدثت عن نجاح تدريبات إيشلون - 2019 بمشاركة قوات الدعم اللوجستي لدول منظمة معاهدة الأمن الجماعي. والحديث يدور عن مناورات انطلقت بمشاركة وحدات عسكرية روسية وأرمينية وبيلاروسية وكازاخستانية وقرغيزستانية وطاجيكستانية، واختتمت في ساحة التدريب في مقاطعة نيجني نوفغورود الروسية.
خلال التدريبات المشتركة لدول منظمة معاهدة الأمن الجماعي، تم التنسيق في أداء المهام القتالية وتم حل قضايا التعاون الشامل بين هياكل مكاتب تنسيق العمليات في قوات التحالف. وتم خلال التدريبات التعامل مع مسائل إعادة ملء ترسانة الصواريخ المستهلكة، وتدفق الذخيرة والإمدادات الأخرى، وإقامة مخازن الوقود المتنقلة، وتنظيم صيانة وإصلاح الأسلحة والمعدات العسكرية.
ونفذت الوحدات العسكرية أيضا، تدريبات حول إخلاء المعدات، إلى مواقع الإصلاح، بواسطة قوات مجموعات الإصلاح والإخلاء، وتزويد الذخيرة وغيرها من العتاد باستخدام الطائرات المروحية من طراز مي -8.
مناورات إيشلون 2019 تعد جزءا لا يتجزأ من التدريبات التنفيذية الاستراتيجية بعنوان الأٌخوة القتالية 2019، والتي تقام في الفترة من 8 إلى 29 تشرين الأول/أكتوبر في روسيا وبيلاروسيا وطاجيكستان.
الغزو التركي بداية النهاية أم حلقة جديدة من الحرب السورية
تستمر القيادة العسكرية التركية في زج قواتها المسلحة في عمق الأراضي السورية في محاولة منها لاستكمال العملية العسكرية بأقل الخسائر الممكنة، معلنة بأنه قد تم السيطرة على عين العرب ومحاصرة تل أبيض.
القوات الغاشمة التركية باتت تسيطر على منطقة مساحتها 109 كيلومترات مربعة، في إشارة إلى إن العملية تستهدف الإرهابيين فقط وأن قواته توجه ضربات بدقة عالية.
يبدو أن دقة الضربات العالية هذه استهدفت قوات العم سام، في حادث تعرض فيها نقطة للجيش الأمريكي عند حدود سوريا للقصف المدفعي التركي. بعض الجنرالات في الولايات المتحدة أكدوا أن القوات الأمريكية كانت منتشرة في النقطة المتواجدة في تل مشته نور المطل على مدينة عين العرب السورية الحدودية منذ أشهر، وكانت أنقرة على دراية تامة بذلك. ومع ذلك تعرض الموقع لعدة جولات من القصف بقذائف من عيار 155 مم، مشيرا إلى أنها سقطت قرب النقطة من كلا الجانبين.
تركيا تحاول بذلك إجبار الولايات المتحدة على سحب قواتها من عين العرب، وليس فقط من مدينتي تل أبيض ورأس العين. على الرغم من أن وزارة الدفاع التركية سبق أن نفت استهداف العسكريين الأمريكيين قرب عين العرب، قائلة إن قواتها قصفت المنطقة ردا على إطلاق الوحدات الكردية قذائف على أراضيها.
على كل حال خرج وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر ليعلن عن أن واشنطن تستعد لسحب نحو 1000 جندي أمريكي متبقين في شمال سوريا بأكبر قدر ممكن من السرعة والأمان.
في تنويه إلى أن المؤسسة العسكرية الأمريكية حصلت على معلومات تفيد بأن القوات التركية تنوي خلال الأيام القليلة المقبلة توسيع نطاق هجومها جنوباً بقدر أكبر مما كان مخططاً له، وباتجاه الغرب أيضاً. وإن قوات سوريا الديمقراطية تسعى لعقد صفقة إن صح التعبير، مع السوريين والروس من أجل شن هجوم معاكس على الأتراك في الشمال.
بلغاريا رومانيا أوكرانيا وجورجيا – منصات أمريكية لمواجهة روسيا
مقترحات يراها بعض الخبراء العسكريين أنها متهورة على أقل تقدير. فوجود قوات تابعة لحلف شمال الأطلسي في دول البحر الأسود محدود للغاية، ولا مصلحة كما يبدو للعديد من الدول الأوروبية بتوفير قوات للواء متعدد الجنسيات في رومانيا أو توسيع وجود الناتو في البحر الأسود. أما الوجود العسكري الأمريكي في رومانيا فهذه مسألة تعاون عسكري ثنائي.
أوساط عسكرية تؤكد في الوقت نفسه، تدني مستوى الثقة تجاه الولايات المتحدة في العديد من مناطق العالم. فثمة اعتقاد سائد في دول حوض البحر الأسود بأن لدى روسيا استراتيجية ثابتة، في حين أصبح سلوك العم سام أقل قابلية للتنبؤ في ولا يمكن الاعتماد عليه.
الجنرال فاليري زابارينكو النائب السابق لرئيس إدارة العمليات الرئيسية في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، أكد بأن الأسطول الأمريكي محكوم بالهزيمة، من دون تفوق جوي، بصرف النظر عن القوات التي تساق إلى البحر الأسود. وفي الوقت الحالي، يمكن فقط للقوات الجوية والفضائية الروسية ضمان مثل هذا التفوق الجوي في هذه المنطقة.
لذلك، فإن الحديث عن أي ائتلاف في مياه البحر الأسود، لا معنى له، حتى لو افترضنا أن خصوم موسكو الممكنين استطاعوا تشكيل مجموعات طيران ما، وهو أمر صعب للغاية في حد ذاته.
وبالنظر إلى مواقف تركيا، يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن لدى روسيا في شبه جزيرة القرم وفي المناطق المجاورة لها مجموعة قوية من أحدث القوات وأنظمة الدفاع الجوي. ويمكن تعزيزها بشكل كبير وبسرعة قصوى.
وبحسب المؤسسة العسكرية الروسية، فإن الوضع يبدو حالياً على النحو التالي: إما يسيطر الطيران الروسي على البحر الأسود أو لا أحد سواه. إضافة إلى إن مساحة البحر الأسود محدودة، ولدى روسيا قدرات كبيرة للغاية لتدمير سفن الخصوم الافتراضيين، كائنة ما تكون، بإطلاق النار عليها مباشرة من الشاطئ.