وقالت رئاسة إقليم كردستان في بيان أمس إن "رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني استقبل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس والوفد المرافق له في مطار أربيل"، موضوحة أن غوتيريس والبارزاني عقدا اجتماعا قدم خلاله الأمين العام للأمم المتحدة شكره لرئيس الإقليم وشعب كردستان لإيوائهم مئات الآلاف من النازحين واللاجئين رغم وجود الكثير من المشاكل والتحديات.
يقول الخبير الأمني والاستراتيجي العراقي الدكتور أحمد الشريفي، في حديث لإذاعتنا بهذا الصدد، بالحقيقة، يجب علينا أن لا ننظر إلى إقليم كردستان في العراق من خلال السيد مسعود البارزاني، لأن هناك في الإقليم قوى متعددة، وهذه القوى في قراءتنا للميدان تمتلك تأثيرا أكبر مما يمتلك مسعود البارزاني، لأنه لا يمثل سوى حوالي 20 % من رؤى وتوجهات كردستان، وهو يسيطر على أربيل حصرا، فضلا عن الاستراتيجية التي يتبعها في إدارة الأزمة تختلف اختلافا كليا عن رؤى وتطلعات الكرد بشكل عام، حيث أنه يقترب من تركيا، وتركيا تصنف خط أحمر لدى الكرد، لأنها تتعامل معهم بفوقية وتعتبرهم وفق فلسفتها في إدارة أزمة المنطقة بدو الجبل وبحاجة إلى عملية تحضير تركية عبر ترويضهم في التبعية الثقافية والإيديولوجية لتركيا ، فالكرد ليسوا جميعا مع البارزاني.
بالإضافة إلى أنه لن يكون هناك قبول بهذا الأمر من الحكومة العراقية، أولا،لإن الأمم المتحدة حتى تقبل بتقرير مصير الإقليم،لا بد أن تتوفر الشروط في الأقلية التي تطالب بتقرير مصيرها،فهم ليسوا في دولة تحت الإحتلال لإن مصيرهم محسوم، ويتمتعون بنظام فدرالي،ولهم تمثيل سياسي يبتدأ بالمؤسسة العسكرية وينتهي بالمؤسسة السياسية، كما أن رئيس الجمهورية التي لديه صلاحيات دستورية في حل البرلمان هو من الكرد، وبالتالي فإن المشاركة في التمثيل السياسي موجودة، وكذلك المشاركة في الثروة موجودة أيضا، والحضور السياسي موجود على مستوى الإقليم ، لديهم البرلمان الخاص وشروط تطبيق المصير لا تنطبق عليهم.
بدوره وفي حديث لإذاعتنا، لم يوافق المحلل السياسي الكردستاني كاوي نادر على وجهة نظر الخبير الأمني والاستراتيجي العراقي الدكتور أحمد الشريفي، الذي أشار إلى أن دعوة السيد البارزاني لإجراء استفتاء في الإقليم تمثله فقط ولا تمثل كافة الأطراف السياسية الكردية الأخرى، حيث قال: بالنسبة لشعب كردستان الذي ألحق بالدولة العراقية في نهاية عام 1925 وبداية عام 1926، جرى هذا الأمر خارج عن إرادة الشعب الكردستاني، وكان لصالح المصالح البريطانية، أي الإستعمار البريطاني أنذاك، لهذا من حق شعب كردستان حاليا أن يدلي بصوته حول مستقبل علاقته مع الدولة العراقية، بعد أن تحرر من مؤسسات النظام السابق، وأصبح شعبا حرا سيدا لنفسه ويحق له أن يقرر مصيره بنفسه ، وكما قال السيد مسعود البارزاني:أفضل طريقة لتحقيق ذلك هو في إجراء استفاء عام ، وهناك أمثلة كثيرة لشعوب عديدة اختارت نفس الطريقة وقررت مصيرها بنفسها ، ومن الممكن أن يرفض الأكراد هذا الإستقلال.
نرفض أي تدخل لتركيا في هذا الأمر، فهو محض داخلي ولا يحق للأتراك التدخل في ذلك، فيما يخص الدولة العراقية يمكن ان يكون هناك حوار حضاري مع العراقيين ، ويمكن بنتيجته أن ننفصل بشكل حضاري وأن نكون دولتين متجاورتين صديقتين كما حصل في جنوب السودان، ولذا يجب أن نختار الطرق الحضارية في حوارنا ، والعراقيون سيتفهمون موقف الأكراد في نهاية الأمر.
إعداد وتقديم: عماد الطفيلي
