أطلقت كوريا الشمالية صاروخا باليستيا جديدا، اليوم الثلاثاء 4 يوليو/ تموز الجاري، حلّق نحو 930 كم، قبل سقوطه في بحر اليابان، مثيرا ردود فعل صاخبة في عواصم العالم، وخاصة في طوكيو وواشنطن وسيئول.
من جهته، أكد زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون استمرار البلاد في الدفاع عن استقلالها ومكانتها كدولة نووية، واعتبر أن زيادة قدراتها النووية هو تدبير ضروري لحماية نفسها من الولايات المتحدة.
بدوره، أعلن نائب سفير كوريا الشمالية لدى الأمم المتحدة، كيم ني ريون، أن كوريا الديمقراطية يمكن أن تحمي نفسها بوجه أمريكا بواسطة الأسلحة النووية فقط، لذلك تستمر بتطوير هذه التكنولوجيا.
وفي خطوة تؤكد تطابق مواقف البلدين من القضية، حذرت الصين وروسيا من "التداعيات الكارثية" لتصعيد الوضع في شبه الجزيرة الكورية ونشوب مواجهة مباشرة بين أمريكا وكوريا الشمالية.
وقال نائب وزير الخارجية الروسية، سيرغي ريابكوف، إن مواصلة الولايات المتحدة ممارسة ضغطها على سلطات كوريا الشمالية قد تؤدي إلى اندلاع مواجهة مباشرة بين الجانبين.
وشدد ريابكوف على أن "الضغط قد يشعل، في نهاية المطاف، مواجهة مباشرة، وذلك سيكون كارثة بالنسبة لهذه المنطقة المهمة للجميع".
وفي تغريدة على موقع "تويتر" بعد ساعات من إطلاق الصاروخ، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: "من الصعب الاعتقاد بأن اليابان ستحتمل هذا أكثر من ذلك". وأضاف: "ربما ستضغط الصين بقوة على كوريا الشمالية وتنهي هذا الهراء للأبد".
للتعليق على هذا الموضوع ينضم إلينا من بيروت مدير تحرير موقع "الصين بعيون عربية" والخبير بشؤون شرق آسيا محمود ريا.
يقول محمود ريا في حديث لإذاعتنا عن أهداف إطلاق واختبار كوريا الشمالية لصاروخ باليستي عابر للقارات في هذا التوقيت بالذات، يمكن اعتبار إطلاق هذا الصاروخ وما سبقه، كمحاولة من كوريا الديموقراطية للتذكير بالوضع المتوتر جدا وبالحشد الأمريكي الموجود في منطقة شبه الجزيرة الكورية، وبالتالي الخطر الناشئ أيضا عن الحشد الأمريكي والتهديدات الأمريكية المتواصلة لكوريا الشمالية والتي ازدادت بشكل كبير جدا مع وصول دولاند ترامب إلى سدة الرئاسة في الولايات المتحدة. وهذه الإطلاقات التذكيرية نوع من إظهار حجم الخطر الذي يتهدد كوريا الشمالية كنظام وكدولة والتأكيد على أن هذا الخطر لن يقف عند حدود كوريا وإنما سيعم العالم، وكذلك يجب على العالم أن يتحرك ليمنع هذه العدوانية الأمريكية كما تسميها كوريا الديموقراطية.
تجدر الإشارة إلى أن إطلاق هذا الصاروخ يأتي في اليوم الذي تحتفل فيه الولايات المتحدة بعيدها الوطني وبعد أيام من القمة الأمريكية-الكورية الجنوبية التي عقدت في واشنطن وتباحث خلالها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظيره الكوري الجنوبي الجديد مون جاي إن، في التهديدات الكورية الشمالية، وقبل أيام من اجتماع زعماء دول العالم في قمة مجموعة العشرين في هامبورغ بألمانيا.
إعداد وتقديم: عماد الطفيلي