طردت فرنسا ثلاثة مواطنين مغاربة من أراضيها اتهمتهم باعتناق الفكر المتشدد، وأنهم يشكلون خطرا على أمنها القومي، حسبما أفادت وكالة "رويترز" يوم الجمعة الماضي. وأفادت قناة "بي أف أم تي في" الفرنسية بأن اثنين من المغاربة شقيقان ومن أسرة كبيرة تميل إلى التشدد.
وأشارت القناة إلى أن شقيقين آخرين من هذه الأسرة يوجدان حاليا في "منطقة قرب الحدود العراقية السورية"، واعتقل أخ لهما في عام 2015 في تركيا عند محاولته التوجه إلى سوريا. وأكدت القناة أن أخ سادس للأشقاء الخمسة حكم عليه لمدة 5 سنوات من السجن لمحاولته السفر إلى سوريا.
يشار إلى أن فرنسا منذ فرض حالة الطوارئ فيها في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2015، طردت 51 شخصا متهمين باعتناق أفكار متشددة.
ويأتي ترحيل هؤلاء المغاربة الـ3 من فرنسا على خلفية الهجمات التي ضربت إسبانيا مؤخرا، حيث دهست شاحنة صغيرة حشدا من المارة في شارع "رامبلا" وسط مدينة برشلونة، وخلفت العملية الإرهابية 14 قتيلا وأكثر من 100 جريح.
ووقع بعيد هذا الحدث المروع هجوم إرهابي آخر مماثل له، حيث حاول إرهابيون دهس مشاة في أحد شوارع مدينة "كامبريلس،" وأسفر الهجوم عن مقتل شخص واحد.
في أي سياق تأتي هذه العمليات الارهابية (سواء عبر التفجيرات او الدهس او الطعن) التي حدثت في الفترة الأخيرة في عدة مدن أوروبية ، والتي يقوم بها يقوم متشددون اسلاميون، من جنسيات مختلفة وخاصة من المغرب؟
من هو المسؤول عن تورط الشباب المسلمين بالإرهاب في اوروبا؟
هل يمكن مكافحة الإرهاب فقط بالوسائل العسكرية، دون النظر إلى محاربة الفكر الذي يستمد منه "داعش" وغيره من التنظيمات الإرهابية إلهامهم في العمل الإرهابي؟ ما هو الحل للتخلص من آفة الإرهاب؟
يقول الباحث والناشط الحقوقي المغربي الأستاذ أحمد عصيد في حديث لإذاعتنا بهذا الصدد، هذه الوقائع في الحقيقة تؤشر إلى انتفاضة المحتضر، فهي مرتبطة بالتضييق العسكري الكبير ضد تنظيم "داعش" في العراق وسوريا. فكلما ضعف هذا التنظيم، فإنه ينتقم من خلال هذه العمليات الإرهابية الخرقاء المتهورة التي تتم في عدد من البلدان الأوروبية. فالتنظيم يريد أن يقول إنه قادر على إحداث الفوضى وإثارة الفتنة حتى داخل الدول الغربية نفسها، وكلما ازداد التضييق عليه عسكريا في بلدان التوتر في سوريا والعراق وليبيا، إلا وازداد تصعيدا في عمليات الانتقام. فهذه العمليات مرتبطة أساسا بالسياق الدولي ببؤر التوتر في الشرق الأوسط وخاصة بانحسار "داعش" وتراجعه في الأسابيع الأخيرة.
التفاصيل في التقرير الصوتي المرفق في هذه الصفحة.
إعداد وتقديم: عماد الطفيلي