جاء ذلك على لسان السفير العراقي لدى روسيا حيدر منصور هادي العذاري، أثناء لقائه اليوم الثلاثاء، مع رئيس لجنة مجلس الاتحاد للبرلمان الروسي للشؤون الدولية قسطنطين كوساتشوف.
وقال السفير إن تجربة العراق وجهوده ستكون مفيدة في التسوية السياسية للأزمة السورية، مشيرا إلى العلاقات الجيدة تقليديا بين الشعبين العراقي والسوري الشقيقين.
وأكد العذاري أن القوات المسلحة الروسية، ساهمت إسهاما حاسما في القضاء على تنظيم "داعش" في سوريا، مشيدا بزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى سوريا أمس الاثنين.
من جهة أخرى، باشر العراق يوم الإثنين 11 ديسمبر الجاري، عملية تحصين الشريط الحدودي مع سوريا، بعد مرور يومين من إعلان رئيس الوزراء العراقي "النصر" على تنظيم "داعش"، واستعادة كل الأراضي منه.
وصرح مصدر عسكري بأن الجهد الهندسي في الجيش العراقي بدأ بعمل تحصينات للشريط الحدودي العراقي مع سوريا بدءا من شمال مدينة القائم الحدودية في محافظة الأنبار، وصولا إلى مدينة ربيعة في محافظة نينوى شمالا.
وأضاف المصدر أن "تلك التحصينات تتمثل بإنشاء مواقع دفاعية وسواتر ترابية وخنادق، إضافة إلى نشر نقاط للجيش وحرس الحدود لصد أي هجوم لداعش من سوريا باتجاه الأراضي العراقية".
كيف يبدو المشهد الأمني في العراق بعد إعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي النصر على تنظيم "داعش"، وبعدما انطوت صفحة دموية في تاريخ العراق استمرت ثلاث سنوات؟
يقول الكاتب والمحلل السياسي محمد الفيصل في حديث لإذاعتنا بهذا الصدد:
بالمجمل لا يعاني العراق ولا يتصدى وحده لعملية التحديات الأمنية،هناك جملة من التحديات تحيط بالعراق، أو ربما تعصف ببعض دول المنطقة بصورة غير مرئية أو غير منظورة، أنا اعتقد أن النصر الكبير الذي تحقق على أيدي القوات العسكرية العراقية وقوات الحشد الشعبي، ومن تحالف معهم من الحشد العشائري، قد نقل العراق من مصاف دولة كانت تعاني من الإنعدام الأمني والاستقرار إلى مصاف دولة ربما سيكون عام 2018 مفتاح الحل الإقتصادي والإستثماري ، وحتى أن عام 2018 سيشهد دخول شركات كبيرة ذات وزن على مستوى الإقتصاد العالمي، واعتقد أن المرحلة القادمة ستشهد استقرارا حتى في المحيط الإقليمي،لإن معركة داعش في سوريا أيضا انتهت وربما زيارة الرئيس فلاديمير بوتين أمس إلى سوريا وإلى قاعدة حميميم بالذات كانت مؤشرا على أن المعركة مع "داعش" قد انتهت على الأقل، في قلب الشرق الأوسط، وبالتالي أن هذه المعركة ستفتح علاقات أخرى تختلف عن العلاقات السابقة ربما ستنتهي حالة التشنج والقطيعة بين معظم دول المنطقة، وأنا أعتقد اليوم أن العالم حاليا في تفاهم ويدرك خطورة العصابات الإرهابية، حيث أن شظايا هذا الإرهاب قد وصلت إلى الولايات المتحدة، ولم يعد مقتصرا على بعض دول المنطقة.
التفاصيل في الملف الصوتي المرفق في هذه الصفحة.
إعداد وتقديم: عماد الطفيلي
