اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، أن الولايات المتحدة عاجزة عن تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بمفردها، مجددا الدعوة إلى البحث عن حل جماعي لهذه القضية.
وقال بوغدانوف، للصحفيين في موسكو يوم الاثنين 25 يونيو/ حزيران: "طبعا، ليس بإمكانهم تسوية هذا النزاع بمفردهم، ولو كانوا قادرين على ذلك، لتحقق الأمر منذ زمن".
وأضاف: "نقف مع العمل الجماعي، فلدينا الرباعية الدولية (المكونة من روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي). لكن الشيء الأهم هو أن يجلس الطرفان، فلسطين وإسرائيل، على طاولة المفاوضات. وسبق أن اقترحنا عليهما أرضنا لإجراء مثل هذه المفاوضات".
وأكد بوغدانوف استعداد موسكو للعمل مع جميع الشركاء للتوصل إلى الحل، قائلا: "مستعدون للتعاون مع الأوروبيين والأمريكيين والأمم المتحدة والشركاء العرب على حد سواء".
وأشار بوغدانوف إلى أن الإدارة الأمريكية لم تطلع موسكو على خطتها لتسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، الذي تحدث عن إعدادها مسؤولون أمريكيون مؤخرا، وأضاف: "أخشى أنهم لا يشاطرون حتى الفلسطينيين أنفسهم هذه المعلومات".
وكان صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأحد كبار مستشاريه جاريد كوشنر، قد أشار أثناء جولته في المنطقة الأسبوع الماضي إلى أن "صفقة القرن" التي يعمل عليها البيت الأبيض "ستكون جاهزة قريبا".
من جانبها، حذرت رام الله من أن أي "صفقة القرن" سيكون مصيرها الفشل، إذا استمرت واشنطن في تجاوز الشرعية الفلسطينية والثوابت المتفق عليها عربيا ودوليا.
وأعلن الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، يوم الثلاثاء 26 يونيو/ حزيران، أن "الصمود الفلسطيني والتمسك بالثوابت الوطنية، والموقف العربي الرافض لتجاوز قضية القدس والشرعية العربية، أجهض ما يسمى بـ"صفقة القرن". لأنها قامت أساسا على فكرة صفقة غزة، الهادفة لتحويل القضية الفلسطينية إلى قضية إنسانية.
وفي هذا السياق، بحث المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول إفريقيا، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف مع وفد قيادة حركة "حماس" مسائل تسوية الشرق الأوسط.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية أنه "خلال المباحثات تم التركيز على قضية التسوية الفلسطينية — الإسرائيلية وفقا للمرجعيات الدولية المعروفة، بما فيها قرارات الأمم المتحدة، وكذلك على مهمة استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية بأسرع ما يمكن على أساس الإتفاق الموقع في القاهرة في أكتوبر عام 2017 بين حركتي حماس وفتح".
ما حقيقة ما يجري من حديث عن قرب الإعلان عما ما يعرف بصفقة القرن؟
يقول القيادي في الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، علي فيصل، في حديث لبرنامج "حول العالم"، إن ما قاله السيد ميخائيل بوغدانوف هو حقيقة، وهو تعبير عن الموقف الروسي الملتزم، بضرورة إيجاد الحل الجماعي الدولي للقضية الفلسطينية، على أساس مؤتمر دولي تحضره الدول الخمس الكبرى، وعلى أساس قرارات الشرعية الدولية، التي تضمن قيام دولة فلسطينية على كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة بعدوان عام 1967 بعاصمتها القدس الشرقية،وعودة اللاجئين إلى ديارهم. وهذا الموقف مكرر ومعاد على لسان أكثر من مسؤول روسي بما فيهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. كما أن الموقف الروسي ضد التفرد الأميركي بتسوية الصراع في الشرق الأوسط في إطار صفقة القرن، التي تبيح الاعتبار للهيمنة الإسرائيلية على النظام الإقليمي في الشرق الأوسط من بوابة تصفية القضية الفلسطينية.
التفاصيل في الملف الصوتي المرفق في هذه الصفحة…
إعداد وتقديم: عماد الطفيلي
