ودعت زاخاروفا أطراف الصراع الأخير في عدن، إلى تفادي التصعيد وتجاوز الخلافات القائمة بينها من خلال التفاوض السلمي.
في الوقت نفسه، توسعت المواجهات، اليوم الجمعة، بين الجيش اليمني التابع للحكومة الشرعية، وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي، إلى مناطق جديدة في عدن، جنوب اليمن، وسط انسحاب قوات الجيش من مدينة كريتر.
إلى ذلك قال مصدر في السلطة المحلية بمحافظة عدن لوكالة "سبوتنيك"، إن مواجهات تخللها قصف متبادل بقذائف الهاون بين قوات اللواء الرابع حماية رئاسية الذي يقوده العميد، مهران القباطي، وقوات من الحزام الأمني في مديرية دار سعد شمالي عدن.
يقول المحلل السياسي اليمني نبيل البكيري في حديث لبرنامج" حول العالم" بشأن الأحداث الجارية في عدن، "لا شك أن التصعيد الحالي لم يكن جديدا، وباعتقادي هو امتداد لمعركة يناير 2018 ، التي تفجرت حينها بين القوى الشرعية وميليشيات ما يسمى بالمجلس الإنتقالي المدعومة إمارتيا، واستئناف هذه المعركة اليوم أتى في ضوء التوافقات والتواصلات الإيرانية – الإماراتية الأخيرة، لإن هناك تفاهمات ربما منها إسناد الإمارات لتفجير الوضع في عدن، لإضعاف الشرعية وحصرها في زاوية ضيقة، للضغط عليها وقبولها بسلام هش أو سلام منقوص عبر فرض أمر واقع من قبل هذه الميليشيات، سواء من المجلس الإنتقالي الجنوبي في عدن، أو من قبل ميليشيات "أنصار الله" في صنعاء.
بدوره، يقول القيادي في حركة "أنصار الله" محمد البخيتي في حديث لإذاعتنا بهذا الصدد، ما يجري في عدن وفي اليمن ككل هو نتيجة لعبث السعودية والإمارات، وهذا العبث ليس لصالح اليمن ولا لصالح شعوب المنطقة، وإنما في صالح الولايات المتحدة وإسرائيل.
ويشير البخيتي إلى أن المعارك التي تحصل في عدن ليست نابعة من قرار هذا الطرف أو ذاك، وإنما نتيجة لضوء أخضر من قبل دول العدوان، وغالبا ما يتحول هذا الضوء الأخضر إلى أحمر، وبالتالي تسفك الدماء من دون أن يكون هناك أي تغيير على الأرض.
ولفت البخيتي إلى أن ما يحصل اليوم من صراع مسلح في عدن، يؤكد للجميع حاجتنا كيمنيين إلى استعادة العملية السياسية الداخلية، وذلك بعودة كل المكونات السياسية في البلاد إلى الحوار من أجل البدء بحوار يمني-يمني، بهدف تشكيل سلطة انتقالية مقبولة من الجميع، وتكون هي المعنية بتطبيق القانون في مختلف المحافظات اليمنية، وحماية حقوق وحرية كل المواطنين بدون تمييز، وتمثل اليمن في المحافل الدولية، لإن الرهان على غلبة طرف على طرف اخر لن يؤدي إلا إلى مزيد من الدماء، وما يحصل اليوم هو رسالة للجميع لضرورة استعادة القرار اليمني، لآنه لا يمكن قيام دولة القانون بدون سيادة واستقلال.
التفاصيل في الملف الصوتي المرفق في هذه الصفحة...
إعداد وتقديم: عماد الطفيلي