قدّر نظام الحكم في أوكرانيا قيمة المنطقتين اللتين رفض أهاليهما البقاء في أوكرانيا تحت سيطرة من وصلوا إلى السلطة في العاصمة الأوكرانية كييف عن طريق الانقلاب في عام 2014، بما يزيد على 50 مليار دولار. تبين هذا من تصريحات "بافل كليمكين" وزير خارجية أوكرانيا، الذي قال على شبكة التلفزيون الأوكراني إن كييف رفعت دعاوى ضد روسيا إلى محاكم دولية، مطالبة بتعويضات جراء انفصال منطقة القرم عن أوكرانيا وانضمامها إلى روسيا وجراء فقدان كييف السيطرة على منطقة دونباس. ولم يعلن "كليمكين" المبلغ الذي تطالب كييف به، ولكنه قال إن ثمن بعض الدعاوى يمكن أن يعادل المبلغ الذي طالب به مساهمون سابقون في شركة "يوكوس" التي أوقفت السلطات الروسية نشاطها بسبب جرائم ارتكبها كبار المسؤولين فيها. وحسب "كليمكين" فإن محكمة لاهاي رأت أن المساهمين السابقين في "يوكوس" يجب أن يحصلوا من روسيا على 50 مليار دولار.
وأيا كان المبلغ الذي يريد نظام الحكم الأوكراني، وهو النظام المعادي لروسيا والروس والموالي لمن يتربصون بروسيا شرا، أن يطالب روسيا بدفعه فإن هذا المطلب سخيف لأن من يتولون أمور السلطة في أوكرانيا لا يملكون الحق في ما يطالبون به، فمنطقة دونباس وشبه جزيرة القرم وجنوب نوفوروسيا، حيث مدينة أوديسا، أجزاء من أراضي روسيا، وتم تسليمها إلى أوكرانيا عندما كانت الأخيرة واحدة من الجمهوريات السوفيتية المتحدة.
وقد قال الكاتب الروسي الكبير الكسندر سولجنتسين الحائز على جائزة نوبل، في كتاب جديد له قام بتأليفه في عام 1998 إنه يتمنى النجاح لأوكرانيا كدولة مستقلة ولكنه يستنكر توسعة أوكرانيا بضم أجزاء كبيرة من الأراضي الروسية إليها، ويدين من ارتكب خطيئة بنقل تبعية دونباس والقرم ونوفوروسيا من روسيا إلى أوكرانيا في الحقبة السوفيتية.
واعتبر سولجنتسين أن من قرر التخلي عن القرم فقد "خان القرم"، مشددا على أنه "لا يجوز أن تخون روسيا السكان الروس في أوكرانيا وتتخلى عن الوحدة بيننا وبينهم".
وتوفي سولجنتسين في عام 2008. وفي عام 2014 صوت سكان القرم في الاستفتاء العام لصالح استعادة الهوية الروسية.