نيويورك — سبوتنيك
وقال سافرونكوف في مقابلة حصرية مع "سبوتنيك" في نيويورك "إلا أننا ما زلنا مؤمنين بهيئة الأمم المتحدة، وبكونها تلك الآلية الفريدة المتعددة الأطراف، التي تقرّب وتنسق مواقف الدول العديدة معاً".
ولدى تطرقه إلى النزاعات الإقليمية، أعرب الدبلوماسي الروسي عن أسفه للوضع الصعب الذي يعيشه الشرق الأوسط بدلاً من أن يحقق التقدم والازدهار، مشدداً على حرص روسيا على تحسين الوضع في تلك المنطقة، وقال: "نحن نتحدث من موقع الأصدقاء، فتاريخنا لا يشوبه أي ماض استعماري، وكانت بيننا دائماً علاقات صداقة بناءة".
وتابع "انظروا إلى ليبيا، واليمن، وسوريا، والعراق، ولبنان… كيف يمكنها الخروج من دوائر النزاعات الإقليمية؟".
وقال سافرونكوف "في هذا السياق يجب علينا توحيد جهودنا، وهذا ما قاله الرئيس فلاديمير بوتين أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن تلك هي اللحظة المناسبة لتوحيد الجهود لهزيمة هذا الخطر العالمي… خطر الإرهاب".
وأشار إلى أن "لدى روسيا والولايات المتحدة الكثير من القواسم المشتركة"، رافضا "مقولة أن البلدين يعيشان في أجواء حرب باردة جديدة"، ومفضلاً وصفها بـ"علاقات غير طبيعية بين روسيا والغرب".
وأضاف "إن الأمريكيين يدركون أنه من دون روسيا من المستحيل إيجاد حلول في العديد من النقاط الساخنة. ولدينا مستويات تعاون متعددة مع الولايات المتحدة في سوريا، وأنشأنا معاً المجموعة الدولية لدعم سوريا، ونعمل في جنيف الآن من أجل الدفع قدماً بالقضايا الإنسانية، وعملية وقف إطلاق النار".
وتابع قائلا "إذا كنا نريد أن نعيش بشكل طبيعي في هذا العالم، فعلينا أن نعمل على أساس عدم إهمال مصالح الشركاء، أما فلسفة الإقصاء فلا تعمل".
وشدد سافرونكوف في هذا الصدد على أن روسيا لا يمكن أن تقبل بواقع تحتكر فيه إحدى الدول لنفسها الحق في التدخل بشؤون دولة أخرى، ولفت أن التدخل العسكري خلق فراغاً سياسياً استفادت منه المنظمات الإرهابية.
وحول المساعي الدولية لإيجاد التسوية في سوريا، أوضح أن "روسيا على اتصال دائم مع دول المنطقة ومنها السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة وقطر وسلطنة عمان"، مشيرا إلى "وجود اختلافات لكنها تحل بالحوار الذي نقوم به".
وأشار سافرونكوف إلى أن "روسيا تحارب الإرهاب في سوريا، ولكن في نفس الوقت نعمل لفتح نافذة جديدة للعملية السياسية بين الحكومة السورية والمعارضة المعتدلة أو دعنا نقول المعارضة الوطنية". وأضاف "السوريون لديهم ثقة كبيرة فينا، لأنه من دون هذه الثقة لن تحصل أي مصالحة".
ورداً على الاتهامات بأن موسكو تدعم نظام الرئيس بشار الأسد، قال سافرونكوف "نحن داعمون أقوياء للعملية السياسية السورية عبر محادثات جنيف، فعلى السوريين أنفسهم أن يقرروا مستقبل سوريا، وإلا فإن الداعين لتغيير النظام ستصبح لهم اليد الطولى وعندها سيحصل فراغ سياسي… تستفيد منه المنظمات الإرهابية".
وأضاف "لدينا هدف الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية والجيش وسلطات إنفاذ القانون، وشبكات المياه والنظام التعليمي وشبكة الكهرباء".
ولفت سافرونكوف إلى المساعي الروسية لوقف دعم الإرهاب عبر الحدود التركية إلى سوريا، حيث قال "طرحنا موضوع الحدود التركية في العديد من المناسبات.
وأضاف "إذا تم فتح الحدود حصرا لأغراض إنسانية هو شيء، لكن إذا فتحت الحدود لدخول العناصر السلبية (الإرهابية) إلى بلد آخر، فهذا يطرح سؤالا خطيرا".
وبحسب سافرونكوف، فإن تركيا تعرقل جهود الحل الروسي الأمريكي المشترك في سوريا ما دامت "لم ترتب الأمور على الحدود".
وحذر من التدخل في شؤون الدول الأخرى، مذكراً بما جرى في ليبيا التي تدخل فيها حلف شمال الأطلسي "الناتو" عام 2011. وقال "انظروا إلى ليبيا اليوم. هؤلاء الناس تدخلوا في ليبيا ودمروا مؤسسات الدولة بها. واليوم مهمة جعل ليبيا بلداً واحداً تبدو صعبة للغاية".
وقال سافرونكوف إن "تأثير الأزمات في سوريا وفي ليبيا يظهر في كل مكان في بلاد مثل لبنان". وقال إن "لبنان صديق قديم لروسيا، وواجبنا المشترك هو مساعدة لبنان على تجاوز الوضع الصعب الحالي، ولكن القرارات يجب أن تكون لبنانية، ونحن فقط علينا تقديم المساعدة".
قال فلاديمير سافرونكوف، نائب مندوبِ روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، إن موسكو تعمل من أجل إنجاح الحوار السياسي اليمني الذي يجري في الكويت، ومستعدة للمشاركة في الجهود المبذولة من أجل مكافحة الإرهاب في اليمن.
وتابع أن هذه الرؤية واضحة للجميع، لأنه "حتى بالنظر للوضع في اليمن، فقد بدأت مبادرة سياسية بالتعاون مع الحكومة الكويتية، والعمل السياسي في هذه المبادرة جارٍ ومتواصل وتجري مناقشة العديد من القضايا بين الطرفين".
وتحدث سافرونكوف عن "مؤشرات إيجابية جداً فيما يخص الجهود المبذولة لمواجهة الإرهاب في جنوب اليمن، ونحن على استعداد للمساهمة في هذا التطور الإيجابي".
كما أكد نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، أن معالجة الأزمة الفلسطينية — الإسرائيلية هي إحدى أولويات روسيا في الشرق الأوسط، لافتاً إلى أن الرباعية الدولية هي الآلية الدولية الوحيدة المدعومة من مجلس الأمن الدولي.
وأعاد إلى الأذهان، قائلا "لقد شكلناها مع الولايات المتحدة في عام 2002. ودعونا ألا ننسى أن روسيا في عام 2002، كانت صاحبة المبادرة في قرار مجلس الأمن 1515، الذي اعتمد، وأيد خريطة الطريق الرباعية. لهذا السبب انا مؤمن قوي في فعالية الرباعية".
ولفت سافرونكوف إلى أن نتائج عمل اللجنة ليست فورية، لكنها تعتبر آلية الوساطة الوحيدة المستحدثة بقرار من مجلس الأمن والهادفة إلى تحقيق حلّ الدولتين". وأكّد أن الرباعية الدولية لم تفقد زخمها، لافتاً إلى أن روسيا على تواصل دائم مع القيادة الإسرائيلية والفلسطينية.
ولفت إلى أن التسوية الإسرائيلية الفلسطينية من شأنها مساعدة المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب، لأن العديد من المنظمات الإرهابية تستغل الوضع في الأراضي الفلسطينية لتجنيد الرجال في صفوفهم".
وأكد سافرونكوف أنه "على سبيل المثال نحن نؤمن بقوة أن جميعاً علينا أن نبدأ تعاوناً إقليمياً، ليس فقط على المستوى العالمي، بل على مستوى إقليمي مثل المملكة العربية السعودية وإيران والبلدان الأخرى".
وأشار إلى أن تعاون السعودية وإيران من شأنه أن يكون أمراً إيجابياً للسعودية وإيران ولبقية دول المنطقة.
وفي السياق نفسه، أكد "ضرورة خلق بيئة إقليمية صحية لحل الأزمات في الشرق الأوسط"، مشيرا إلى "أنها تعتبر عاملا من العوامل الرئيسية لضمان الاستقرار الداخلي في المنطقة".
