بلغراد — سبوتنيك
وقال لافروف عقب الاجتماع الوزاري لمنظمة التعاون الاقتصادي للبحر الأسود، اليوم: "نحن ما زلنا مستعدين للتعاون في إطار الحوار المتكافئ بمشاركة كافة الدول التي تؤثر على الوضع في سوريا بشكل أو بآخر، لكي نتوصل بأسرع ما يمكن لوقف العنف والقضاء على الإرهابيين وبدء العملية السياسية دون أية شروط مسبقة، وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي".
وأشار إلى أن معيار التقييم لـ"أعمال هذا الطرف أو ذاك هو المطالب المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن الدولي حول التسوية السورية، وليس تصريحات شركائنا من الولايات المتحدة وأوروبا".
وأكد لافروف أن بلاده وتركيا تحافظان على الاتصالات المكثفة فيما بينهما حول سوريا، والهادفة لحل الأزمة، وأن لدى البلدين فهم مشترك في مجال مكافحة الإرهاب، وقال: "نحن كما قلنا مرارا، نعمل مع جميع من لهم تأثير على الوضع على الأرض، ودول المنطقة، وقبل كل شيء بالطبع مع تركيا. الرئيسان الروسي والتركي يتواصلان باستمرار شخصيا وعبر الهاتف، ويبحثان تلك القضايا التي يترتب حلها، لكي لا يسمح للتهديد الإرهابي بالانتشار، ولاستئصال التهديد الإرهابي من الأراضي السورية والعراقية".
وأكد أن المشاورات تجري على مستوى الدبلوماسيين والعسكريين والأجهزة الخاصة. وأضاف: "لدينا فهم مشترك لتلك المهام التي تقف أمام المجتمع الدولي، وفي مقدمتها مهام مكافحة الإرهاب ومهام الحفاظ على وحدة أراضي سوريا ومنع تفككها. يمكنني التأكيد لكم على أن اتصالاتنا مع الجانب التركي تهدف بشكل عملي إلى تنسيق خطواتنا في سوريا، وهي مكثفة جدا ولها طابع منتظم".
ورأى لافروف أن كافة القضايا المتعلقة بإخراج المسلحين والمدنيين من حلب، كان يمكن حلها منذ زمن بعيد. وقال: "تعلمون، لقد تعبنا من سماع عويل زملائنا الأمريكيين من الإدارة الحالية حول ضرورة وقف الأعمال القتالية فورا، وأن الروس يريدون فعل ذلك فقط بعد الاتفاق على الممرات. يقولون إن ثلاثة أيام لا تكفي. لكن إذا تذكرنا التاريخ، فكان من الممكن منذ 9 أيلول/سبتمبر، تخصيص يومين أو 3 أو 4، أو 7، للاتفاق على هذه الممرات، لكي يخرج المقاتلون من حلب ولإعادة السلطة الشرعية إليها".
وأضاف: "بدلا من العمل على ذلك، يدعوننا نحن والقوات المسلحة السورية يوميا إلى وقف أعمال القتال، وهم لا يفعلون شيئا لفصل المعتدلين عن الإرهابيين الآخرين".
وتابع قائلا: "أسمع في مؤتمرات صحفية لوزارة الخارجية الأمريكية هذه الدعوات بانتظام. لكن الأمر في الواقع بسيط للغاية. تواصلنا مع الخبراء الأمريكيين في جنيف. الوقت الضائع كان يمكن استخدامه منذ فترة طويلة لحل كافة القضايا المتعلقة بخروج المسلحين والتحرير النهائي للمدنيين الذين احتجزهم المسلحون في الواقع كرهائن. كان يمكن حل كل ذلك منذ فترة طويلة جدا".
ونفى لافروف الاتهامات التي توجهها دول الغرب إلى بلاده بمزاعم أنها تعيق إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا. وقال: "هذه المجموعة "السبعة ناقص اليابان" هذه "السداسية"، قبل عدة أيام صرحت متهمتنا بأننا لا نقدم للأمم المتحدة إمكانية إيصال المساعدات الإنسانية، هذا ليس صحيحا، ويتهموننا بأننا نمنع الحكومة السورية من أن تعطي موافقتها على خطة الأمم المتحدة الإنسانية، هذا أيضا غير صحيح، الحكومة قدمت موافقتها".
وأضاف بأن "إعلان السداسية الغربية عن وجود موافقة المسلحين، ليس حقيقة أيضا"، معتبرا أن هذه الاتهامات نتيجة لعجز دول الغرب عن "تهدئة من قاموا بتغذيتهم وتسليحهم لهدف الوحيد، وهو تغيير النظام في سوريا".
وفي وقت سابق من اليوم، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن سيطرة الجيش السوري على أكثر من 98 بالمئة من أحياء حلب.