بوتين يجيد قراءة صراعات ما خلف أبواب البيت الأبيض

قال الخبير بالشأن الأمريكي عاطف سعداوي، لـ"سبوتنيك": إن مسألة التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية، التي أثيرت خلال الفترة الماضية، كانت دلالة واضحة على وجود صراع النفوذ، الدائر بين ترامب وفريقه في البيت الأبيض من جهة، وبين أجهزة الحكم العميقة داخل الولايات المتحدة، لاسيما أجهزة المخابرات الأمريكية من جهة أخرى.

وأضاف سعداوي، خلال حواره في حلقة السبت من برنامج "بوضوح" المذاع عبر أثير "سبوتنيك"، "أن هذا الصراع، الذي سيكون عنوان الـ120 يوما الأولى من حكم ترامب، لا يُتوقَع حسمه في فترة قليلة، نتيجه للدور القوي الذي تلعبه المخابرات الأمريكية، في الشأن الداخلي الأمريكي إلى جانب التوجهات الخارجية للسياسة الأمريكية".

ورأى الخبير في الشأن الأمريكي أن في كلمة ترامب، التي جاء فيها "أن الشعب سيصبح حاكما مرة أخرى"، استدعاء من ترامب لتعاطف شعبي في صراعه مع المخابرات.

وعن اختلاف أجواء الاحتفال بتنصيب كل من أوباما، وترامب، قال سعداوي، إن الفرق كبير، وواضح بين السعادة والانتشاء التي كانت تكسو الولايات الأمريكية كافة، منذ 8 أعوام، نتيجة الشعور بالقومية، عندما أضافت أمريكا للإنسانية، بتصالحها مع نفسها، وتاريخها، وانتخبت رئيسا "أسود" لأول مرة، وهو مناقض تماما للاحتجاجات التي صاحبت تنصيب ترامب بالأمس، والذي كان أبرز ما فيه قلة عدد الحاضرين لحفل التنصيب، الذي وصف بأنه الحفل الأقل حضورا، في تاريخ حفلات تنصيب رؤساء الولايات المتحدة كافة، مما يترجم قلقا وتخوفا مما يحمله ترامب في جعبته للولايات المتحدة من خلال سياسته الداخلية والخارجية، ولكن كل ذلك سيهدأ قريبا بفعل احترام مقام الرئاسة الذي اعتلاه ترامب بالأمس، وبفعل الخطوات العملية التي ستترجم سياسات ترامب من شعارات في حملة انتخابية، إلى واقع يعيشه الأمريكيون.

جدير بالذكر، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد صرح، الثلاثاء 17 يناير/كانون الثاني، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المولدوفي، إيغور دودون، الذي يزور موسكو، إن المنافسة السياسية الحادة في أمريكا مستمرة، مضيفا أن ذلك يترك لديه انطباعا باستعداد قوى معينة لتنظيم انقلاب على الرئيس المنتخب دونالد ترامب.