وذهب البعض لرسم صورة وصفها المحللون بأنها نوع من "التفكير بالتمني"، بطرحه فكرة التحالف الأمريكي الروسي والذي سيسيطر على ما يقرب من 57% من الاقتصاد العالمي، في الوقت ذاته أكد خبراء استحالة تحقيق هذا الطرح على أرض الواقع، نظراً للاختلافات الجوهرية التاريخية بين الجانبين.
وأضاف "من شأن ذلك أن يسبب تغيير الكثير مما كان في برنامج الرئيس الأمريكي الجديد، وما هو ملاحظ بالفعل أن هناك تقارب أمريكي روسي، يمكن أن يؤدي إلى عقد نوع من التحالف للسيطرة على حركة التجارة، في ظل تراجع وتباطؤ حركة التجارة العالمية، وتباطؤ الاقتصاد الصيني نسبياً".
وتابع نافع، "هناك تقارب في الرؤى السياسية، ومن ناحية العلاقات الدولية، هذا من شأنه أن يساعد على الدفع في هذا الاتجاه، إذا أمكن التنبوء الحقيقي بسياسة التجارة الخارجية الأمريكية في الفترة المقبلة، فحتى هذه اللحظة لم يستطع أحد الجزم بنوع السياسة القادمة، هل هي سياسة مغلقة، أم انسحاب من المعاهدات الدولية وغلق للحدود، فقد تم الإعلان عن سور مع المكسيك، وهذا بالطبع سيكون له ضرر كبير على حركة التجارة والعاملين".
وأوضح أن الولايات المتحدة تعتمد على العمالة المكسيكية بشكل كبير، وما قد تشهده العلاقات مع الصين من توترات، قد يدفع في اتجاه الانسحاب الأمريكي من التجارة العالمية، وعملية التقارب الجاري الحديث عنها تعتمد أيضاً على التوجهات الروسية في الفترة القادمة، وهل ستضحي روسيا بتحالفاتها القديمة من أجل التحالف مع قوى تتصادم مع أقرب حلفائها، والتي كان آخرها مع "تيريزا ماي"، رئيسة وزراء بريطانيا.
وأكد على أن تصريحات ترامب بدأت تترجم في المحافل الدولية، وها هي السفيرة الجديدة لأمريكا في الأمم المتحدة تخرج صادمة للجميع، ولا يمكن أن تعود الأمور إلى طبيعتها ما لم تتحول صدمة المؤسسات إلى إطار عام يضبط حركة المؤسسات الأمريكية، ولا أعتقد أن يتشكل نوع من أنواع القطبية في العالم على أساس "ترامب"، بل العكس سينضبط ترامب على إيقاع المؤسسات الأمريكية وينصاع لها.