نهضة
تعيش العلاقات الروسية المصرية نهضة حقيقية بعدما واجهت انحسارا في سبعينات القرن العشرين عندما برزت في القاهرة دلائل الاتجاهات الأمريكية.
وأخيرا، وبعدما حلت بالمصريين خيبة الأمل في الشريك الأمريكي الذي هدد بإيقاف المساعدة لهم إذا لم يعيدوا الرئيس "الإسلامي" محمد مرسي إلى السلطة، بدأت مصر تبحث عن شريك جديد يُعتمد عليه، ووجدته في روسيا.
شريك يعتمد عليه
وبرزت نقطة مكافحة الإرهاب كواحدة من القضايا المهمة على أجندة المباحثات الروسية المصرية الأخيرة. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد ناشد القاهرة الوقوف يدا واحدة لمكافحة الإرهاب.
والأغلب ظنا أن المصريين سيلبون هذه الدعوة، فهم يرون لهم مصلحة في دخول روسيا على خط مكافحة الإرهاب في ليبيا.
وقد مد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يد العون إلى الجنرال الليبي خليفة حفتر الذي يقاتل المتطرفين في بلاده. ولكن مصر لا تستطيع أن ترسل قواتها إلى ليبيا إلا ضمن تحالف دولي.
وبالنسبة لموسكو يمكن أن يحقق انضمام روسيا إلى العملية الليبية فوائد اقتصادية وسياسية. غير أن هناك عقبة تعترض طريق روسيا إلى ليبيا وتتعلق بهذا السؤال: هل تقدر روسيا التي تساعد سوريا على مكافحة الإرهاب حالياً، على المشاركة في عملية أخرى.
معوقات السياحة
ولا تزال مسألة عودة السياح الروس إلى مصر الذين توقفوا عن الذهاب إلى المنتجعات المصرية بعد تفجير إحدى الطائرات التي كانت تنقل السياح الروس، في أكتوبر/تشرين الأول 2015، لا تزال هذه المسألة تمثل بندا دائما على لائحة المباحثات الروسية المصرية.
ولا يوجد، اليوم، ما يمنع روسيا من استئناف الرحلات الجوية بعدما تم توفير أجهزة المراقبة اللازمة للمطارات المصرية، وفقا لرؤية مسؤولين مصريين.
وهناك من يرى سبب امتناع الطرف الروسي عن استئناف الرحلات في رغبة مسؤولين روس في توجيه المواطنين إلى السياحة الداخلية في القرم، وهو ما نفاه وزير السياحة الروسي أوليغ سافونوف، موضحا أن المنتجعات الروسية تُكمل المنتجعات المصرية ولا تنافسها، فهي تستقبل السياح في الصيف عندما تجتاح موجات حر المنتجعات المصرية.
ومن جانبه أوضح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن استئناف الرحلات مرهون بإكمال وإتمام التحقيق بشأن حادث أكتوبر 2015 وإنجاز الإجراءات الأمنية المتفق عليها.