ولفت الكاتب الروسي في المقال الذي حمل عنوان "الأسد يزور روسيا في اللحظة الأخيرة قبل القمة الثلاثية"، إلى أن بوتين أراد للأسد أن يأتي إلى سوتشي، المدينة التي يفضل الإقامة فيها خلال الأشهر الباردة والتي تستضيف القمة الروسية — الإيرانية — التركية، لينسق معه وجهات النظر بشأن الخطوات المقبلة المتعلقة بعدد من المسائل الأساسية التي تروج لها موسكو، لا سيما المؤتمر المتوقع عقده مع الرئيسين الإيراني والتركي والذي يدعمه الرئيس السوري.
واعتبر الكاتب سوخوف أن موسكو تدرك المخاطر التي يمكن أن تنشأ إذا لم يتعاون الأسد عندما يتم التوصل إلى توافق على مستوى العملية الانتقالية السياسية من جهة، وقدرة الرئيس السوري على عرقلة المبادرات الروسية المقبلة من جهة ثانيا، "وعليه كانت مسألة إجراء محادثة معه وجها لوجه ضرورية".
وتطرق سوخوف إلى ما قاله بوتين للأسد:
"أعتقد أن المهمة الأساسية اليوم تتمثل بإطلاق العملية السياسية، وأنا مسرور لأنك مستعد للعمل مع أي جهة تريد السلام وحل النزاع".
في الوقت الذي نقل فيه عن الأسد تأكيده لنظيره "الدور المحوري الذي لعبته روسيا في سوريا"، ملمحا إلى أن الزيارة حققت هدفها، ومستشهدا بإشادة الرئيسين بجهودهما المشتركة.
واستنادا إلى هذه المعطيات، رأى سوخوف أن روسيا تريد إشراك الأطراف المعنية كلها لضمان نجاح "خطة سوريا" التي أعدتها، معتبرا أن طبخة التسوية السورية وضعت على النار وتحظى اليوم بدعم، وأن نتيجة محادثات بوتين- الأسد ستشكل زينتها.
وبحسب "الموينتور"، كشف ديبلوماسي روسي كبير يعمل على الملف السوري، أن موسكو "بدأت العمل على خطة سوريا منذ مدة"، وتأكيده أن اتفاق بوتين- ترامب كان عنصرا مهما لهذه الخطة.
وأكد الدبلوماسي أنه "تم تحقيق تقدم ملحوظ بفضل هذا الاتفاق ومذكرة تفاهم 8 نوفمبر/ تشرين الثاني (المذكرة الروسية-الأمريكية-الأردنية لخفض التصعيد في المنطقة الجنوبية في سوريا)"، وقال: "حتى لو رفض الأمريكيون العمل معنا في ظل الإطار الذي تم الاتفاق عليه، لكنا عملنا بمفردنا مع شريكينا في أستانة تركيا وإيران.
وشدد الدبلوماسي الروسي الكبير على أن الاتفاق كان مهما نظرا إلى أنه يسمح سياسيا بأن تتم مناقشة التسوية في جنيف عاجلا وليس آجلا، رافضا إعطاء تفاصيل عن مكونات "الخطة السورية".