وأوضح ستيبانوف أن توريد موسكو لدمشق أنظمة صواريخ "إس 300 " متفق عليه منذ ثمان سنوات، ولكن إلحاح إسرائيل طوال هذه الفترة كان عائقا أمام اتمامها، حتى أنه، في ربيع هذا العام، وعند الضربات الاستفزازية الغربية على دوما، خرجت شائعات من الصحف الروسية بأن روسيا ستورد "إس 300" إلى سوريا، الأمر الذي طلبت بناءً عليه إسرائيل من موسكو عدم تنفيذه، واستجابت موسكو وقتها، إلا أن الوضع تغير الآن، تماما، بعد الاستفزاز الإسرائيلي الواضح، وتدبير الفخ للطائرة الروسية في سوريا".
وأكد ستيبانوف أن الغرض من هذا الإجراء المزمع تنفيذه بعد أسبوعين هو حماية الأجواء السورية والعسكريين الروس هناك من العدوان الإسرائيلي، وسوف يتم توزيع كتيبتين من صواريخ "إس- 300" على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وكتيبتين على الحدود الجنوبية المتاخمة للأردن وإسرائيل والعراق.
وأردف ستيبانوف قائلا إن أجهزة التشويش وصلت بالفعل إلى سوريا لعرقلة الاتصالات فوق الأجواء السورية.
وحول المزيد من الجراءات التي ربما تتخذها وزارة الدفاع الروسية في حال الضرورة، أشار ستيبانوف أنه إذا تكرر التهديد الإسرائيلي فسوف تضطر روسيا لاستخدام أنظمة أكثر تطورا كصواريخ "إس 400".
من جهته، قال مدير منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، سمير غطاس "إن الحدث التكتيكي بإسقاط الطائرة الروسية "إيل — 20" في سوريا تحول إلى منعطف استراتيجي هام، ربما يردع إسرائيل عن القيام بما أسماه العربدة المطلقة في الأجواء السورية، كما كان يحدث في السابق".
وأشار غطاس إلى الانتظار لرؤية ما إذا كانت إسرائيل ستتحدى المتغيرات الجديدة، التي حدثت في سوريا بإدخال منظومات دفاع جوي جديدة، بالإضافة إلى أنظمة تشويش على الاتصالات الإلكترونية من الممكن أن ينقل المنطقة إلى منعطف آخر، ليس من مصلحة إسرائيل اختلاقه، فقواعد اللعبة تغيرت كثيرا بوجود روسيا في سوريا.
وأعرب غطاس عن اعتقاده بأن إسرائيل لا تناطح روسيا، لأن روسيا ليست فقط قوة عسكرية كبيرة، وإنما تمتلك أوراقا استراتيجية أخرى كثيرة تستطيع أن تردع بها إسرائيل، إذا ما حاولت إسرائيل كسر حالة التوازن الجديدة التي خلقتها روسيا.