ووصلت إلى موسكو في ذلك اليوم طائرة من طراز "سيسنا 172" يقودها الألماني ماتياس روست الذي أراد أن يصبح "رسول السلام".
ووصل روست يوم 25 مايو إلى العاصمة الفنلندية هلسنكي ليخبر السلطات الفنلندية بأنه سيطير إلى السويد. وانطلقت طائرة روست نحو السويد ولكنها غيرت اتجاهها عندما دخلت السماء فوق بحر البلطيق.
وعبر روست حدود الاتحاد السوفيتي على مقربة من مدينة كوختلا-يرفي. واكتشفت رادارات الدفاع الجوي طائرته على الفور، فانطلقت نحوها إحدى طائرات الدفاع الجوي من طراز "سو-15". وأخبر طيارها قيادة الدفاع الجوي بأنه يرى طائرة على غرار طائرة "ياك-12" الروسية ولكن تلوينها يختلف عن تلوين "ياك-12".
ولم يصعب لوسائط الدفاع الجوي أن تنهي رحلة روست في الأجواء الروسية. ولكن من حسن حظه حظرت التعليمات الجديدة الصادرة لقوات الدفاع الجوي السوفيتية إطلاق النار على الطائرات غير العسكرية، فوصل "رسول السلام" إلى العاصمة الروسية سالما.
وذكرت صحيفة "في بي كا" نقلا عن روست أنه نزل من طائرته ليجد نفسه وسط أناس مبتسمين ليست لديهم مشاعر عدائية تجاهه.
وحكمت محكمة موسكو على روست بالسجن 4 أعوام. وبعد مضي 14 شهرا أصدر رئيس السلطة التشريعية السوفيتية، أندريه غروميكو، عفوا عن روست. وقال روست للصحفيين في وقت لاحق إنه لو أمكن له أن يستعيد ما مضى لما قام بهذه الرحلة.
وجاء روست إلى روسيا مرة أخرى بالطريقة الشرعية في عام 1994 ليقيم مشروعا تجاريا لبيع الأحذية في موسكو. إلا أن مشروعه فشل، فعاد روست إلى الوطن.