كيف كان ذلك
انطلقت المركبة الفضائية "فوسخود -2" مع رائدي الفضاء بافيل بيلييف وأليكسي ليونوف من قاعدة بايكونور الفضائية يوم 18 مارس/آذار 1965 الساعة 10:00 بتوقيت موسكو. وعندما قامت السفينة بالدوران الأول حول الأرض، تضخمت غرفة القفل الخاصة، وفي الدورة الثانية، بدأ أليكسي ليونوف بالخروج إلى الفضاء، وابتعد رائد الفضاء خمس مرات عن السفينة مسافة تزيد عن 5 أمتار، وتم استخدام كابل أمان لتزويده بالأكسجين والتواصل مع المركبة "فوسخود -2".
ولم يكن خروجه دون مخاطرة، فبسبب اختلاف الضغط، انتفخت بدلة الفضاء، وهذا منع ليونوف من العودة إلى غرفة القفل. لذلك، اضطر ليونوف، الذي خاطر بحياته، إلى تقليل الضغط في البدلة الفضائية إلى درجة حرجة تقريبا، مخالفا التعليمات، حيث كان على رائد الفضاء إدخال رأسه أولا، ولإغلاق الفتحة خلفه، كان عليه الاستدارة في مكان ضيق. وكل هذه الإجراءات لم تكن مقررة ومحفوفة بالمخاطر، لكن ليونوف تعامل مع الموقف ودخل التاريخ.
وكان إجمالي الوقت الذي قضاه ليونوف في الفضاء الخالي حوالي 24 دقيقة، 12 منها خارج السفينة – في الفضاء المفتوح، وتم تركيب كاميرتين على السطح الخارجي للسفينة والتي نقلت العملية إلى الأرض. وهكذا، تم تسجيل هذه "الخطوة في الفراغ".
خطوة استراتيجية مهمة
حددت القيادة السوفيتية مهمة قيادة مركبة الفضاء "فوسخود" مع الخروج إلى الفضاء المفتوح في أبريل 1964. وكان من الضروري تجاوز الولايات المتحدة، التي خططت لمهمة مماثلة في برنامج "جيميني". وطور الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة برامج الفضاء الخاصة بهما بشكل متواز مع حد أدنى من الفوارق، لذلك كان من المهم استراتيجيا ونفسيا وأيديولوجيا أن يصبح الاتحاد السوفياتي الأول في الفضاء الخارجي، واستغرق تنفيذ المشروع بالكامل حوالي 11 شهرا.
قال ليونوف، متحدثا من الساحة الحمراء بعد عودته إلى الأرض: "صورة الفراغ في الفضاء التي رأيتها، بعظمتها، وحدتها، وسطوع الألوان والتباين الحاد في الظلام الكثيف مع تألق النجوم الساطع، أدهشتني وسحرتني".
وحصل على لقب بطل الاتحاد السوفياتي على الشجاعة والبطولة التي ظهرت خلال هذه الرحلة.