وكان رئيس معهد الكيبيرنيتيكا في مدينة كييف، فيكتور غلوشكوف، هو الذي طرح فكرة إنشاء إنترنت في الاتحاد السوفيتي، وفقا لـ"فرانكفورتر ألغيمايني زايتونغ".
واقترح فيكتور غلوشكوف، إنشاء ما يشبه بنك المعلومات وهو بنك ضخم يختزن المعلومات الواردة من عشرات آلاف المعامل في أنحاء الاتحاد السوفيتي. وكان يفترض أن يشكل بنك أو شبكة المعلومات المقترح إنشاؤها عصب الاقتصاد السوفيتي المخطط.
وامتلك غلوشكوف فرص كبيرة لتحقيق خطته لاسيما وإن الزعيم السوفيتي ليونيد بريجنيف ورئيس الوزراء أليكسي كوسيغين أصبحا في عداد مؤيديها المحتملين.
وقدم غلوشكوف اقتراحه بشأن إنشاء نظام المعلومات في البلاد إلى المكتب السياسي وهو السلطة العليا في الاتحاد السوفيتي، في 1 أكتوبر/تشرين الأول 1970. وأيده الوزراء الذين حضروا اجتماع المكتب السياسي والذي لم يحضره الأمين العام للحزب الشيوعي السوفيتي ليونيد بريجنيف الذي كان قد غادر العاصمة موسكو إلى أذربيجان، ورئيس الوزراء أليكسي كوسيغين الذي سافر إلى مصر. وعلى الرغم من تأييد الوزراء الحاضرين لمشروع فيكتور غلوشكوف إلا أنهم قرروا إسقاط الموضوع المتعلق بإنشاء وتطبيق نظام المعلوماتية الرقمية في المجال الاقتصادي من أجندة البحث تلبية لطلب وزير الاقتصاد فاسيلي غاربوزوف.
وهكذا لم تأخذ فكرة إنشاء شبكة المعلومات في الاتحاد السوفيتي طريقها نحو التنفيذ. ولعل السبب أن السلطة السياسية السوفيتية في ستينات القرن الـ20 عارضت استخدام الحاسب الآلي (الكمبيوتر) كأداة للتخطيط الاقتصادي في حين كان يجب أن تعتمد شبكة المعلومات المزمع إنشاؤها على أجهزة الحاسب الآلي.
الإنترنت الخاص "رونت"
وتم، مع ذلك، إنشاء شبكات للمعلومات في الاتحاد السوفيتي، وهي شبكات تابعة لوزارة دفاع الاتحاد السوفيتي تخص الدفاع الجوي والحماية من الهجوم الصاروخي والمراقبة الفضائية.
وأخيرا عادت روسيا إلى ما اقترحه فيكتور غلوشكوف في القرن الماضي من خلال تنفيذ خطة بوتين لتطوير ما يسمى بـ"رونت" وهو إنترنت خاص بروسيا. وكانت شبكة المعلومات التي كادت أن تظهر في الاتحاد السوفيتي مخصصة لدولة منفردة.