وقال بيسكوف في حديثه مع الصحفيين: "إن الوثيقة تحتوي على نقاط تستعد موسكو للترحيب بها، وهناك بالتأكيد بعض البنود تثير التساؤلات لا يمكننا الاتفاق معها، لا سيما الاتهامات بـ "الأعمال العدائية"، مشيرا إلى أن الكرملين درس نص الوثيقة بعناية.
وأكّد بيسكوف أن "بلاده تختلف بشكل قاطع مع هذه الصياغة. لا في أوكرانيا ولا خارج حدودها، لم يكن هناك أي عدوان من قبل روسيا. روسيا لم تشارك في أي أعمال عدائية وهي ليست منخرطة فيها. لا يمكننا الموافقة على هذا بأي شكل من الأشكال".
وأشار بيسكوف إلى أن "موسكو كانت دائمًا ولا تزال الضامن المسؤول عن أمن الطاقة، مضيفا: "أريد أن أذكركم أن الرئيس الروسي قال مرارا وأدلى بتصريحات رسمية بأن روسيا لم تستخدم أبدا موارد الطاقة كأداة للضغط السياسي".
ووفقا لبيسكوف فإن الكرملين مستعد لمناقشة تمديد نقل الغاز عبر أوكرانيا بعد عام 2024. مؤكّدا أن بلاده هنا لتتحدث حصريًا عن الجدوى الاقتصادية والربحية لمثل هذا القرار.
وقال: "هنا، بالطبع، لم يرد ذكر روسيا الاتحادية بأي شكل من الأشكال. بعد كل شيء، يمكن تمديد هذه الاتفاقية بين أوكرانيا وروسيا، لذا فإن هذا التأثير قليل، لا أعرف كيف أترجمه إلى لغات أخرى، لكن "لقد زوجوني بغيابي" (مثل روسي) في إشارة منه إلى اقحام روسيا في مشاكل واتهامها بالعدائية وهي لم تكن موجودة فيها من الأساس.
كما ذكر بيسكوف بأن الكرملين يتوقع أن يرى إشارات من السلطات الأوكرانية حول الحاجة إلى إظهار المسؤولية وتوفير شروط مقبولة اقتصاديًا لاستمرار العبور، لكنها لم يتم تضمينها في نص الوثيقة.
هذا وأعلن الكرملين، أن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أطلعت خلال اتصال هاتفي أمس الأربعاء، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على نتائج مباحثاتها مع الرئيس الأمريكي جو بايدن حول مشروع "التيار الشمالي 2" .
وجاء في بيان للكرملين: "عبّر الجانبان عن ارتياحهما لقرب إتمام مشروع خط أنابيب الغاز "التيار الشمالي 2"، وأن الرئيس الروسي رحب بتمسك الجانب الألماني بتنفيذ المشروع الذي يتسم بطابع تجاري بحت، ويهدف إلى تعزيز أمن الطاقة في ألمانيا والاتحاد الأوروبي".
في هذا السياق، أعلن السفير الروسي لدى الولايات المتحدة، أناتولي أنتونوف، في وقت سابق من اليوم الخميس، أن الاتفاق بين الولايات المتحدة وألمانيا بشأن "التيار الشمالي 2" يتعارض وروح مباحثات الرئيسين الروسي والأمريكي .
ونشرت ألمانيا والولايات المتحدة بيانا مشتركا يشير إلى تدابير لدعم أوكرانيا وأمن الطاقة الأوروبي والأهداف المشتركة لحماية المناخ. وينص البيان على عدد من الشروط لتشغيل خط أنابيب الغاز "التيار الشمالي 2".
وشدّدت الولايات المتحدة وألمانيا على وجه الخصوص على مصلحة أوكرانيا وأوروبا في مواصلة عبور الغاز الروسي عبر أوكرانيا بعد عام 2024، حيث تتعهد برلين باستخدام جميع وسائل النفوذ المتاحة حتى يتم الاتفاق بين روسيا وأوكرانيا بشأن عبور الغاز، وعلى وجه الخصوص، تلتزم ألمانيا بالسعي إلى فرض عقوبات على روسيا إذا استخدمت الطاقة كسلاح ضد الدول الأوروبية.
