وتحدّث الطبيب النفسي الروسي والمشرف العلمي على مختبر العلوم العصبية التابع لـ "سبيربنك"، أندريه كورباتوف، مع الإشارة إلى العديد من الدراسات الدولية، على تأثير الجلوس الطويل على الشبكات الاجتماعية على الوعي البشري، ودعا هذه الظاهرة بـ "التوحّد الرقمي".
التوحّد الرقمي
وفقًا للباحث الروسي، فإن التوحد الرقمي هو حالة لا يستطيع فيها الشباب الحفاظ على اتصال نفسي طويل الأمد مع بعضهم البعض، فضلا عن ظهور حالة عدم المبالاة بما يجول في مشاعر الآخرين، حيث يصبح هؤلاء الأشخاص قابلين للتغير وتتوقف عندهم رؤية قيمة كل شخص على حدى، حتى أثناء اللقاءات ترى الشخص يفضّل استخدام الهاتف بدلا من الدردشة الحية مع الشخص الذي ذهب للقائه.
كيف بدأت المشكلة؟
ثم لاحظ كورباتوف أنه منذ عام 1997، بدأ الناس يقضون معظم أوقاتهم أمام شاشات التلفزيونات، ثم الهواتف الذكية باتجاه عالم افتراضي مبتعدين أكثر فأكثر عن الواقع الحياتي.
وتابع الطبيب النفسي القول: "في عام 1997، كان مقدار وقت الشاشة مساويا لمقدار الوقت الذي استخدمناه في التحدث وجها لوجه، أما بعد ظهور جهاز الأيفون، في عام 2007، أصبح الوقت الذي تستقطبه لشاشة الافتراضية أكثر من 8 ساعات، في حين أن التواصل الحي بين الناس أصبح أقل بساعتين مع تباعد مستمر مع مرور الوقت.
خطر حقيقي
كما أشار الباحث إلى أن التوحّد الرقمي له عواقب سلبية خطيرة على النفس. إذا كان الشخص يقضي أكثر من 2.5 أو 3 ساعات يوميا على الهاتف، فإن مؤشراته على الاكتئاب والأفكار الانتحارية تزداد بشكل كبير: "بالنسبة لمعظم الناس، يتسبب التواجد المستمر في العالم الافتراضي في الشعور بالنقص والتشتت والتوتر الاجتماعي، أي أن الشبكات الاجتماعية بهذا المعنى مؤلمة للغاية".
وبالاضافة إلى ما تقدم فإن الزيادة في التسلية عبر الشبكات الاجتماعية تؤدي إلى حقيقة أن الشخص يصبح تفكيره بشكل نمطي ويفقد القدرة على التطلع إلى المستقبل والتخطيط للمستقبل: "إن التغيير في استهلاك المعلومات يؤدي إلى حقيقة أننا نشهد تقسيما واضحا للعالم بين أذكياء وأغبياء. نفقد مهارات التعلم البيولوجي ونتعلم بشكل أسوأ بحيث تعاني من ذلك العملية التعليمية ككل، كما أن التغييرات في الاتصالات تؤدي إلى التوحّد الرقمي وزيادة التبعية الرقمية. وأخيرا هذا التوجه العام نحو التمتع مع عدم القدرة على بناء صورة للمستقبل يؤدي إلى أن يصبح الناس غير متسامحين مع إخفاقاتهم، لأنهم يعولون على النجاح السهل، وللأسف كل هذا ينعكس سلبا على الاقتصاد والحضارة والمجتمع ككل".
قواعد النظافة الرقمية
لتجنب هذه العواقب السلبية، وفقا لأندريه كورباتوف، من الممكن تماما. على سبيل المثال، إذا كنت تتبع قواعد ما يسمى "النظافة الرقمية"، أو الوقاية من الفضاء الافتراض عليك أن تلتزم بما يلي:
- لا تستخدم هاتفك الذكي لمدة ساعة بعد الاستيقاظ وساعة قبل النوم.
- استخدم المنبه العادي كساعة منبه.
- ضع الأدوات في مكان محدد واستخدامها هناك فقط.
- يجب أن يصبح الحمام وغرفة النوم والمطبخ وغرفة الأطفال أماكن "خالية من الهاتف الذكي".
- قم بإيقاف تشغيل الصوت في جهازك مع ترك حالة الاهتزاز فقط.
- حفظ البرامج والتطبيقات اللازمة فقط.
- تعطيل الرموز المنبثقة والرموز الحمراء للرسائل غير المقروءة.
