"أردته سجينا في بريطانيا، لا قاتلاً أو مقتولاً مع الإرهابيين في كينيا، وضحية لإيديولوجية مشوهة، إن كان يخطط للعيش فقط للقضاء على البشر وأخذ أرواح الأخرين، فكيف لي أن أعيش معه"، كانت هذه كلمات سالي إيفان، والدة الشاب توماس، الذي قضى مع الإرهابيين في كينيا.
واحتضنت السيدة إيفان صورة نجلها توماس ذو الـ24 ربيعاً، والذي قتل، مساء الأحد، في غارة للجيش الكيني على قاعدة لحركة "الشباب الصومالية" المتطرفة بالقرب من الحدود الكينية الصومالية.
وفي غرفة ضيقة تعج بالصحفيين وعدساتهم، قال الكولونيل ديفيد أوبونيو المتحدث باسم "جيش الدفاع الكيني"، إن "كل المعلومات وتحليلات الحمض النووي تثبت أن صاحب هذه الجثة هو الشاب البريطاني إيفان توماس وكنيته عبدالحكيم".
وتحدث الكولونيل أوبونيو عن الشاب البريطاني إيفان توماس، الذي تمنى كثيراً أن يموت في صفوف الحركات المتطرفة، والذي قتل ومعه 11 آخرين، في هجوم شنه الجيش الكيني على قاعدة للحركة على الحدود مع الصومال.
Mutali: Briton Thomas Evans who changed his name to Abdul Hakim is among those killed pic.twitter.com/wCGnWwQ94y
— Citizen TV Kenya (@citizentvkenya) June 15, 2015
ويعتبر إيفان توماس البريطاني الأول الذي يقتل في صفوف الإرهابيين على أراضي كينيا، وكان من بين أكثر من 50 شاباً بريطانياً ذهبوا إلى القتال في صفوف "الحركة" في الصومال وكينيا، وذلك بحسب تقرير أوردته جريدة "الديلى ميل" البريطانية.
حاولت "سبوتنيك" البحث عن إيفان توماس وتاريخه والتعرف على الأسباب التي دفعته للانضمام إلى الحركة المتطرفة، فوجدت أمه تتحدث لنفس الصحيفة السابقة، وروت قصة هذا الانتحاري الذي ولد في مقاطعة "باكينجهامشير" في جنوب شرق إنجلترا، وكشفت عن تركه المدرسة في سن السادسة عشر حتى أصيب بأكتئاب نتيجة انفصاله عن صديقته، الأمر الذي دفعه إلى العزلة.
British jihadist #ThomasEvans believed killed in Kenya http://t.co/jKBwon8GRC pic.twitter.com/SDTPISvjfg
— Capital FM Kenya (@CapitalFM_kenya) June 15, 2015
وقالت سالي إن نجلها تحول إلى الإسلام في سن التاسعة عشرة، واختار لنفسه اسم "عبدالحكيم"، وأصبحت أفكاره ومعتقداته تتغير بعد زيارته مركز صغير للدراسات الإسلامية، وأطلق لحيته وحلق شعر رأسه تماماً، وتوقف عن الاستماع إلى موسيقى "الهيب هوب" التي كان مولعاً بها، كما توقف عن مشاهدة التليفزيون، وحاول كثيراً أن يقنع أمه وشقيقه باعتناق الإسلام و"إلا سينالون الحرق في نار جهنم".
وتعرف الشاب إيفان توماس على أصدقاء أخرين، يعتقدون بنفس أفكاره، وكان بينهم الشاب دونالد سيتوارت، الذي قُبض عليه عام 2009، لتورطه في تصنيع متفجرات تستخدم في تفجير الطائرات.
وتابعت السيدة توماس: "أخبرنى كثيرا بأنه يرغب في الموت كانتحاري، وبرغبته في السفر إلى الصومال والانضمام إلى حركة الشباب الصومالية، وفي عام 2011، قامت شرطة مكافحة الإرهاب في بريطانيا بتوقيفه في مطار هيثرو، أثناء محاولته السفر إلى كينيا، لكنه بعد فترة سافر إلى مصر، التي قال إنه يخطط لدراسة اللغة العربية فيها".
وبعد فترة من الزمن، أخبرت قوات الأمن والدته أن ابنها حاول مرة أخرى السفر إلى كينيا، ولم تعرف عنه شيئاً بعدها، حتى رفعت سماعة الهاتف لتجد صوت ابنها يبلغها بأنه موجود في الصومال، واستعد للموت في سبيل إيدولوجية الحركة وأفكارها، وقال: "أمي… اعلمي أنك لن تري وجهي أبداً".
وأفادت التقارير الأخبارية، بأن واحداً من بين الذين قتلوا مع إيفان هو أبرز قادة "حركة الشباب"، والمخطط الرئيس في الهجوم الذي تعرضت له منطقة "أمبكتوني" على الساحل الكيني، وقتل على إثرها أكثر من 40 مواطناً كينياً.
واعتبر الكولونيل أوبانيو أن العملية ضد الإرهابين انتصاراً كبيراً للجيش الكيني، وانتكاسة عظمى "لحركة الشباب" التي فقدت زعيمها فى منطقة "لامو" الآن.