تصفيق حاد وحالة من الدهشة تعتري وجوه الحاضرين في مسرح المسحال وسط مدينة غزة، بعد أن أدت الفرقة عددا من أغانيها الخاصة، إضافة لبعض الأغنيات من التراث الفلسطيني، التي حظيت بقبول واسع وتشجيع كبير من قبل الحاضرين.
"خطأ مطبعي" إحدى الفرق الموسيقية الجديدة في قطاع غزة، حالها حال العديد من الفرق التي برزت في الفترة الأخيرة، لتشكل حالة جديدة ومميزة خلقت متنفساً للعديد من الشباب في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها القطاع.
محمد زهد مؤسس فرقة "خطأ مطبعي" قال لـ"سبوتنيك" إنه وفرقته واجهوا العديد من المصاعب قبل وقوفهم أمام الجمهور وأداء ما يحبون من أغانٍ وموسيقى، بدأت بنقص الآلات والوضع الاقتصادي السيء في غزة، إضافة لعدم وجود الجهات الداعمة والأماكن الخاصة للتدريب والتسجيل.
وأوضح زهد أن حبهم لموسيقى "الروك" جاء من خلال متابعتهم للفرق العربية والعالمية، حيث تعلمت الفرقة ذاتياً من خلال متابعة المقاطع الخاصة بالعزف، وطوروا أداءهم شيئاً فشيء حتى أصبحوا اليوم من أهم الفرق الموجودة على الساحة الفلسطينية.
وأشار إلى أن "الفرقة تستعد لإطلاق ألبومها الأول باسم "أول خطأ"، مبيناً أن هذا الألبوم يعد الأول من نوعه في غزة كونه يحتوي على أغانٍ جديدة من كتابة الفرقة وعزفها.
وعن سبب تسمية الفرقة لفت زهد إلى أن سبب تسمية الألبوم لم يكن للمزج مع اسم الفرقة فقط، بل كذلك للتنويه أن هذا الخطأ الجميل سوف يتكرر يوماً ما، مشيراً إلى أن فرقتهم تواجه كل الصعوبات من أجل العمل على خلق حالة جديدة من الموسيقى تشكل منفذاً ومتنفساً لهم وللمستمعين.
وأضاف زهد، "كنا نراهن على تقبّل المستمعين والمجتمع الفلسطيني لأغانٍ ذات طابع فلسطيني خاص وواقعية، لكن بطريقة عزف غربية وجديدة على مسامعهم، وكانت النتيجة إيجابية بل مرضية إلى حد كبير، أعطت دفعة قوية للفرقة للاستمرار".
وأكد أن جميع الأغاني التي يتضمنها ألبومهم تعالج قضايا من الواقع الفلسطيني مثل عمالة الأطفال، والحلم في ظل واقع مرير، والصمود أثناء الحروب، كذلك الحب الذي يعد عاملاً أساسياً يجب زراعته وتنميته مهمها كانت الظروف.
ومن الطابع الغربي إلى الطابع الشرقي الخالص الذي تجسده فرقة "دواوين" التي اتخذت من الأغاني الفلسطينية الوطنية طابعاً شخصياً لها يميزها عن غيرها من الفرق الأخرى.
وحظيت فرقة "دواوين" في الفترة الوجيزة السابقة بحضور واسع وانتشار جماهيري كبير من خلال عدد من الحفلات التي أقامتها في قطاع غزة، خاصة بعد منعهم من قبل السلطات الإسرائيلية من السفر.
رؤوف البلبيسي المغني في الفرقة، أشار إلى أن الفرقة لم تتوقع كل هذا الزخم والحب من الجمهور الذي دعمهم منذ بداية ظهورهم وشاركهم حفلاتهم.
وأوضح البلبيسي في حديثه لـ"سبوتنيك" أن "فرقة "دواوين" قامت بإحياء التراث الوطني الفلسطيني من أغانٍ وموسيقى وعملت على تجديدها وتقديمها بنمط جديد لقي قبولا كبيرا وحبا من المجتمع".
وعن طموحات "دواوين" لفت البلبيسي إلى أن الفرقة تستعد خلال الفترة القادمة لتقديم العديد من الحفلات في قطاع غزة، منوهاً إلى أنهم تلقوا العديد من العروض خارج القطاع إلا أن السلطات الإسرائيلية حالت دون وصولهم.
وأضاف، "لم نيأس وقمنا بإقامة حفل أمام معبر "إيرز" احتجاجاً على القرار الإسرائيلي، وسنواصل العمل لإيصال صوتنا وصوت فلسطين من خلال مواقع التواصل الاجتماعي إلى العالم أجمع، إلى أن تحين الفرصة لنقابل الجمهور في البلدان العربية والعالمية".
وتابع، "الموسيقى لغة لا تحتاج إلى ترجمان، ولا تحدها حدود أو تمنعها جغرافيا، ودواوين عازمة على الغناء من أجل فلسطين والقضية والتراث دوماً وأبداً".
يشار إلى أن قطاع غزة يسكنه أكثر من 2 مليون نسمة، يعيشون تحت حصار إسرائيلي خانق منذ أكثر من عشر سنوات، مما أدى إلى تدهور كبير في البنية التحتية والاقتصادية.
