إحدى الصناعات التراثية في المملكة هي صناعة "صندوق المبيت"، أو "صندوق الدزة"، والذي يعد أحد طقوس أو مستلزمات الزواج في المملكة وبعض دول الخليج.
وأضاف في تصريحاته إلى "سبوتنيك"، أن الصندوق يمثل أحد أهم مستلزمات الزواج قديما في البحرين، حيث يذهب الشاب إلى صانع "المبيت" قبل الزواج بنحو ثلاثة أشهر، ليطلب منه صناعته وإضافة الزخارف التي يحتاجها في الصندوق.
بحسب سكاكاوي، فإن الصندوق كان يصنع قديما من خشب "الساج" أو "السيسم" وهي من أنواع الخشب المقاومة للتلف لمدة طويلة، وتميل إلى اللون البني والبني المائل للسواد، وهي ثقيلة إلى درجة يصعب حملها ونقلها بسهولة من مكان لآخر، خاصة أنها من نفس الأخشاب التي تستخدم في صناعة السفن.
كانت الصناديق قديما تقتنى من قبل علية القوم في الخليج، لحفظ وتخزين الملابس والمصوغات الذهبية وغيرها من المقتنيات الثمينة، مثل الأموال والوثائق والمستندات الرسمية، إلا أنها كانت تعد أحد متطلبات الزواج، ويقوم الشاب بإهدائه لعروسته لحفظ الهدايا من العطور والملابس بداخله.
يعمل سكاكاوي في المهنة منذ أكثر من 40 عاما، حتى أصبح أحد أشهر صانعي الصناديق التراثية في المملكة.
إلى جانب الخشب، يستخدم النحاس والزخارف والأدوات التي تدخل في تزيين الصندوق، خاصة أنها تتغير من فترة لأخرى بحسب طلب المشتري، أو حسب رؤية الصانع الذي يضيف الزخارف الإسلامية بشكل دائم على أوجه الصندوق من الخارج، حيث تستخدم رقائق المعدن الأصفر الذي يطعم به الصندوق من جميع الجهات ماعدا الجهة الخلفية، ويبرز اللون اللامع للخشب المدهون بزيت السمسم، غالبا جمال النقوش والإبداع في الصندوق الذي يعتمد على النقوش الإسلامية.
تمر صناعة الصندوق بعدة مراحل، بداية من التقطيع بمقاسات دقيقة وصنفرتها ودهانها وتجميعها، ومن ثم المرحلة الأخيرة.
فيما يتعلق بالخامات المستخدمة يقول سكاكاوي:
إن بعض الخامات كانت متوفرة في البحرين قبل العام 2000، إلا أن الوقت الراهن تستورد بعض الخامات من الخارج، خاصة الأخشاب التي تستورد من الهند ودول الخليج.
الزخارف
يتفنن النجار في زخرفتها باستخدام مسامير معدنية خاصة من النحاس أو الفضة تتميز باللمعان، ويستغرق تجهيز صندوق من الحجم الكبير 7 أيام أحيانا حيث يحتاج النجار فيه إلى غرس نحو 4 آلاف مسمار.
بحسب سكاكاوي، فإن الشباب يعودون الآن إلى اقتناء الصناديق، كما يفضلون كتابة الأسماء على الصناديق، أو أي عبارة تعبر عن الحب أو الفرحة.
صندوق الغتم
الدزة
من أبرز الفنون الشعبية المتوارثة التي تركت بصمة تميز واستمرار هو فن "دزة المعرس"، ويبدأ هذا الفن مع بداية مراحل الغناء للزواج وينتهي به، حيث يقود مجموعة من الرجال المعرس ووالده وأقاربه إلى منزل العروس سيرا على الأقدام مصطحبين معهم ألوانا من الأهازيج الخاصة بالمسير، عبر تعالي أنغام الطبول المتعارف عليها في دزة المعرس، بحسب صحيفة "اليوم" السعودية.
فن الدزة أساسه فن خليجي، اشتهرت به دول الكويت وقطر والبحرين وتميزت به شرق المملكة العربية السعودية، وربما تختلف كثيرا في الإمارات وعمان.
في الماضي، يلتقي الوالدان ويتم الاتفاق النهائي على الدزة "الشبكة والمهر" والملكة"، وهي عقد الزواج والزفاف" ويتم هذا اللقاء بلا احتفال، وبعد الخطبة تحجب الفتاة عن الرجال حتى ولو كانوا أقرب المقربين إليها، إلى يوم زفافها، حتى يأتي العريس ويقطف نورها كما يقولون.
بعد إعلان الخطبة رسميا كان أهل العريس يحملون الشبكة إلى منزل العروس، وتحتوي "الدزة" على الصندوق وبه مجموعة من أقمشة الأثواب ويقوم الأهل من السيدات المتخصصات بتفصيل هذه الأقمشة على مقاس العروس وتطريزها بالخيوط الذهبية والفضية.