تفوح رائحتها عن بعد لكل المارين في البلدة القديمة في مدينة نابلس، فهي تشكل جزءا من تراث متجدد يفوح برائحة التاريخ. ويقال إن الكنافة أعدت في وقت سابق، لمؤسس الدولة الأموية، معاوية بن أبي سفيان، في دمشق. وعندما كان يتناول سحوره في رمضان لم يكن شيء يسد جوعه غير الكنافة حيث أعد له الطبق عندما زار نابلس.
وتعد عجينة الكنافة من الطحين والسمن والماء بشكل أساسي، وعند صناعتها يتم فركها وتفتيتها لقطع صغيرة ثم توضع فوق إناء نحاسي كبير موضوع فوق النار ليتم شويها ومن ثم وضع الجبن البلدي فوقها لتحمى على النار قليلا ثم تقلب بإناء آخر ليرى وجهها الأحمر ويسكب فوقها القطر وتقدم بشكل لائق للزبائن.
لم تتغير نوعية الكنافة أو طعمها منذ القدم وإلى اليوم ويحافظ كل جيل على إبقائها بنفس المقادير والمكونات فهم يريدون أن يحافظوا على الكنافة بطريقتها القديمة وطعمها القديم وتعرف الكنافة بنوعين هما الخشن والناعم ويعد الأخير الأكثر تداولا والألذ طعما كما يصفه الكثيرون.
أهالي نابلس معرفون بحبهم وولعهم بالكنافة ويعدونها في بيوتهم بشكل اعتيادي، كما يقدمونها في المناسبات ولا يقتصر الأمر على أهالي نابلس، فالجميع يحب هذه الحلوى ويأتي من كل مكان من داخل فلسطين وخارجها، لكن جائحة كورونا التي أضرت بالسياحة أثرت على الحلوى كما غيرها، فقد كان يأتي السياح إلى نابلس من كل أنحاء العالم ليتذوقوا الكنافة، وأما اليوم فهي مقتصرة على أهالي المدينة والمدن المجاورة.