انطلقت فعاليات مهرجان الحسكة المسرحي، أمس الاثنين، 21 كانون الأول/ ديسمبر، ولمدة أربعة أيام على خشبة مسرح المركز الثقافي العربي بمدينة الحسكة بدورته الثامنة، الذي تقيمه مديرية المسارح والموسيقا في وزارة الثقافة والمسرح القومي بالحسكة بخمسة عروض مسرحية يتخللها محاضرات وندوات في مجال المسرح.
للفن كلمته
وأردف خلف أن رسالة الفن تتجسد في الظروف الحالكة الصعوبة أكثر بكثير مما هو عليه عندما تكون الأمور في حالة رخاء، مضيفاً أن مهرجان الحسكة رسالة بأننا باقون وأن هذه المحافظة باقية وشعبها متمسك بأرضه وبالجسد السوري، و مهما كان الاحتلال فإن الإرث الثقافي والحضاري للجزيرة السورية مستمر وباقي.. فبين الخشبة والأرض حبل سري وحبكة صوفية وأشياء لا يفهما إلا من تعذبوا مع جلجامش وهو يضرب في الأرجاء باحثاً عن شجرة الخلود".
وضم حفل الافتتاح كلمة مديرية المسارح والموسيقا وفلم تسجيلي عن دورات المهرجان السابقة وتكريم الفنانين سلمان أسيود وبشار الظللي وعبد العزيز أملح عن مسيرتهم الفنية في مجال المسرح مع فلم تسجيلي عنهم، ومن ثم تم تقديم عرض الافتتاح "مرايا تشيخوف" لفرقة المسرح القومي بالحسكة، وتستمر فعاليات المهرجان حتى يوم الخميس 24 الشهر الجاري، حيث سيتم في المهرجان تقديم عروض مسرحية منوعة.
رسالة وتحدي
من جانبه عبد الرحمن طارق السيد مدير الثقافة في محافظة الحسكة أكد لــ"سبوتنيك" أن المؤسسات الثقافية في المحافظة لم تتوقف طيلة فترة الحرب بتنفيذ مهامها ورسائلها الحضارية منذ عشر سنوات، اليوم المهرجان المسرحي في دورته الثامنة هو رسالة تحدي لكل المغتصبين والغزاة والمخربين بأننا موجودين على أرضنا ونكمل مسيرة أجدادنا الحضارية في السلام والمحبة.
بدوره إبراهيم خلف عضو اتحاد الكتاب العربي في الحسكة قال لــ"سبوتنيك" عمر المهرجان من سني الحرب وبدايتها ونحن نأمل أن نكون على مشارف نهايتها وعتاب الخلاص منها، ونؤكد من خلال هذا الحراك الثقافي بكافة إشكاله، والذي يعتبر المسرح أهمها بان الحياة باقية ومستمرة برغم من كل ما يحدث وبرغم من الإرهاب والحصار وما يطاولنا من مشاكل من انقطاع المياه والكهرباء، والحرب والتي تدور على بعد كيلومترات من مدينتنا.
واعتبر كل من بشار الظللي وعبد العزيز الأملح وهما من الفنانين الشباب المكرمين في المهرجان بأن التكريم حالة نبيلة، تأتي تكريماً لجهود الفنان الشباب من أبناء محافظة الحسكة، الذين أبدعوا في عملهم الفني والمسرحي طيلة أعوام ودورات المهرجان التي لم تنقطع رغم كل الصعاب والمعوقات.
وعرفت مدينة الحسكة المسرح منذ بداية الثلاثينات من القرن الماضي، حيث كان في المدينة فرقتان مسرحيتان: الأولى تابعة للكنيسة والثانية لبعض الشباب المتحمس العمل المسرحي تم تقديمه في الحسكة وكان عنوانه:
(مصـرع الباغـــــي الوخيم ) وقد نجح نجاحاً عظيماً، وقد تم تقديم المسرحية الأولى (مصرع الباغي الوخيم) في مقهى أجدان مراد ومقهى توما ومقهى وانيس، وكانت المسرحيات تقدم من قبل النوادي الرياضية والجمعيات الثقافية والأدبية بالإضافة إلى نشاطاتها الأساسية.
يشار أن مبدعي محافظة الحسكة حصلوا على جائزة الدولة التشجيعية في مجال الأدب التي تمنحها وزارة الثقافة السورية للعام الثاني على التوالي، ففي دورة عام 2019م منحتها للمخرج والكاتب المسرحي إسماعيل خلف خلف مدير المسرح القومي، وفي عام 2020 م للشاعر منير محمد خلف رئيس فرع اتحاد كتاب العرب في الحسكة.
